USD 0,0000
EUR 0,0000
USD/EUR 0,00
ALTIN 000,00
BİST 0.000
أخبار تركيا

فيدان: مبدأ تركيا هو بناء سوريا يكون القرار فيه بيد السوريين

قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، إن مقاربة بلاده في سوريا تقوم على مبدأ "أن يتم اتخاذ القرارات الأساسية المتعلقة بسوريا من قبل السوريين أنفسهم”.

فيدان: مبدأ تركيا هو بناء سوريا يكون القرار فيه بيد السوريين
10-05-2025 14:09

جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية، مساء أمس الجمعة، على قناة "24 TV" التركية.

وأشار فيدان إلى أن هناك "وضعًا هشًا وخطيرًا" في كل من سوريا والعراق، مؤكدًا أن تركيا تنتهج سياسة خارجية بنّاءة للغاية وتعتمد مقاربة شاملة بهدف تحسين هذا الوضع بشكل عام.

وأضاف أن بلاده تنخرط في مشاورات معينة "مع إخوتنا هناك" (في إشارة إلى الإدارة السورية الجديدة)، مبينا أن تركيا تولي أهمية لوحدة الأراضي السورية.

وأوضح أن الخطوات التي ستتخذها الحكومة السورية الجديدة في سبيل تعزيز مصالحها مع الدول الأخرى تُعد ذات أهمية، مؤكدًا أن الجانب السوري يعرف جيدًا ما تمثله تركيا بالنسبة لهم.

ولفت إلى أن العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على سوريا خلال فترة النظام السابق تتطلب جهودًا من أجل حل التباعد في مواقف بعض الدول في المنطقة، عبر الحوار وإقناع هذه الدول.

ومضى قائلا: نحن نرى أن إجراء الحكومة السورية الجديدة محادثات مع دول ثالثة أمرا طبيعيا في إطار جهودها لشرح سوريا الجديدة للمجتمع الدولي، ونحن نشجع على ذلك بصراحة، فهذا أمر مهم".

كما ذكّر فيدان بزيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى تركيا، الخميس، مشددًا على أن العراق يتجه يومًا بعد يوم نحو مزيد من الاستقرار، ويركز بشكل متزايد على تقديم الخدمات لشعبه.

** المحادثات التركية الإسرائيلية في باكو

وفيما يتعلق بالمحادثات المتعلقة بآلية منع الاشتباك مع إسرائيل، والتي استضافتها أذربيجان، أشار فيدان إلى إنشاء آلية لخفض التوتر على مستوى معين، مبينا أن هكذا خطوة تعد أحد الأساليب الدبلوماسية المتبعة في مثل هذه الحالات.

وأضاف: "يجب أولاً قطع أطول مسافة ممكنة عبر الحوار، دون التسرع في الانتقال إلى جهود أخرى قبل أوانها".

كما لفت الوزير التركي إلى "توسع إقليمي" ملحوظ لإسرائيل، مؤكداً أن عودة سوريا إلى حالة غياب الاستقرار ستمثل مشكلة كبيرة، وأن تركيا لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ذلك.

** إلقاء تنظيم "بي كي كي" للسلاح وحل نفسه

فيدان تطرق أيضا إلى عملية حل تنظيم "بي كي كي" الإرهابي لنفسه وإلقائه السلاح بعد النداء الذي أطلقه بهذا الشأن، زعيمه المسجون في تركيا، عبد الله أوجلان.

وأشار فيدان إلى عقد التنظيم الإرهابي مؤتمرا عاما لبحث الاستجابة لدعوة أوجلان، قائلا: ولكن يبدو أننا سنظل في حالة ترقّب لبعض الوقت، في انتظار أن نسمع ردّ التنظيم على هذه الدعوة التاريخية".

وشدّد فيدان على أن الجميع يرغب في التحلي بالتفاؤل بهذا الشأن، مشيرًا إلى أن الأرضية التي كان يستند إليها الإرهاب في تركيا قد زالت منذ وقت طويل، غير أن التنظيم لا يزال يجد لنفسه موطئ قدم في الدول المجاورة التي تعاني من استمرار حالة عدم الاستقرار.

ونهاية فبراير/ شباط الماضي، دعا أوجلان إلى حلّ جميع المجموعات التابعة لـ "بي كي كي" وإنهاء أنشطته الإرهابية المستمرة منذ أكثر من 40 عاما.

وحول سيناريوهات إلقاء "بي كي كي" السلاح، قال فيدان إنه "على الجميع أن يعمل من أجل بناء أرضية لا وجود فيها للسلاح، تنتهي فيها حالة اللاشرعية، ويتمكّن الناس من ممارسة عملهم السياسي بطرق حضارية وضمن الأطر القانونية".

وأكد على ضرورة تفكيك التنظيمات غير القانونية والبنى الاستخباراتية غير الشرعية، مشددا في الوقت ذاته على أن تركيا متأهبة للاحتمالات الأخرى في حال لم يلقِ التنظيم الإرهابي سلاحه.

وأوضح أنه في حال تم تفكيك التنظيم الإرهابي وألقى السلاح "لن تُسفك المزيد من الدماء، ولن تبقى الوحدة المجتمعية مهددة باستمرار، بل سيتم التمهيد لنظام إقليمي أكثر تقدمًا".

ومضى قائلا: "هذا سيؤثر أيضًا على العراق، وسيؤثر على سوريا، لأن هناك استثمارات كبرى منتظرة في تلك المناطق، كما هو الحال في تركيا. مشروع طريق التنمية على سبيل المثال".

وأشار إلى أنه "الآن يُعاد تشكيل نظام جديد في سوريا. ما نحتاج إلى بنائه هناك هو منطقة لا وجود فيها للكفاح المسلح، يسود فيها الاحترام المتبادل ويتقاسم فيها الجميع الرفاهية والحرية".

ورداً على سؤال حول وجود "بي كي كي" في سوريا والمسار الذي قد يتخذه تنظيم "واي بي جي" في هذه المرحلة، قال فيدان إنه في حال قرر "بي كي كي" حلّ نفسه والتخلي عن السلاح "فسنرى جميعًا بمرور الوقت كيف سينعكس هذا القرار على أذرعه في سوريا والعراق".

** التطورات في غزة

ولفت فيدان إلى أن قطاع غزة يواجه كارثة إنسانية كبيرة جدا.

وأفاد بأن محور الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، قبل أيام، تمثل في ضرورة إنهاء منع إسرائيل الصريح لدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو الأمر الذي تحوّل إلى شكل من أشكال الإبادة الجماعية.

وأشار إلى أن إسرائيل تعيق دخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة، حيث يعاني مليونا مدني من الجوع، وقد بدأت الوفيات الناتجة عن الجوع والأمراض تتجاوز تلك الناجمة عن الاشتباكات المسلحة.

وأضاف أن النقطة التي يركزون عليها ضمن مجموعة الاتصال العربية الإسلامية بشأن غزة، إلى جانب منظمات دولية أخرى، هي إنهاء الوضع القائم الذي يرقى إلى الإبادة الجماعية نتيجة منع المواد الأساسية عن سكان غزة.

وبيّن أن الرئيس أردوغان كلفه بزيارة قطر والإمارات، مردفا: ناقشنا بشكل مطوّل مع القادة هناك ماهية اللغة المشتركة والتركيز المشترك الذي يمكن طرحه أثناء زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة".

وردا على سؤال فيما إذا كان من الممكن إقناع الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن المضي قدما في الإبادة الجماعية في غزة، قال فيدان: "أعتقد أنه إذا تم اتخاذ إجراء مشترك، فبالتأكيد هناك إمكانية للإقناع".

وأشار فيدان إلى تشكل نوع من التوافق الفكري المشترك في العديد من المنصات الدولية ضد المأساة الإنسانية في غزة، لكن ذلك لم يترجم إلى أفعال.

- العلاقات التركية الأمريكية

وفي سياق آخر، أكد فيدان على أن العلاقات التركية الأمريكية يجب أن تكون جيدة للغاية.

وأضاف أن "كلا رئيسي البلدين (التركي رجب طيب أردوغان، والأمريكي دونالد ترامب) متفقان على ذلك، إن كان هناك مشاكل بيننا فيجب حلها".

وأردف أن هناك توافقا جادا بين القادة على أن العلاقات الأمريكية التركية لا يجب أن تسير فقط من منظور تقليدي قائم على الأمن والسياسة، بل من المهم للغاية أن تسير في الأساس على محور التكنولوجيا والتجارة.

ولفت فيدان إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في سوريا ليس ضروريا جدا.

وأشار إلى أن الحكومة التركية تتابع عن كثب التأثيرات المحتملة لسياسات ترامب على تركيا، وأنهم يناقشون انعكاساتها في العديد من المجالات.

- العلاقات التركية الأوروبية

وفيما يتعلق بالعلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي ومسار انضمامها للاتحاد، شدد فيدان على أن القضية الأساسية وراء عدم تقدم عملية انضمام تركيا للتكتل هي أن دولتين أوروبيتين رئيسيتين، فرنسا وألمانيا، تعارضان انضمام تركيا.

وأوضح فيدان أن عملية مفاوضات ضم تركيا للاتحاد قد توقفت لسنوات طويلة، وسبب ذلك أنها دولة مسلمة، وفي حال انضمت للاتحاد الأوروبي، سيكون هناك خطر من صعود اليمين المتطرف في أوروبا.

وأشار فيدان أنه رغم عدم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، فإن اليمين المتطرف في أوروبا قد تصاعد بكل الأحوال.

وتابع قائلا: "لو كانت تركيا قد انضمت للاتحاد، ربما لم تكن بريطانيا لتنسحب منه".

وفيما يخص التوتر الهندي الباكستاني الأخير، قال فيدان إن هناك دائما خطر من خوض قوتين نوويتين حربا مباشرة ومفتوحة.

ولفت فيدان إلى أن الهند حملت باكستان مسؤولية الهجوم الإرهابي في منطقة باهالغام.

وأشار إلى أن باكستان تعرضت للهجوم العسكري أولا، وأن إسلام آباد دعت إلى تحقيق دولي في هذا الهجوم، معتبرةً الهجوم الهندي "استفزازيا" وأنها سترد عليه.

وجدد أن تركيا تدعم القيام بتحقيق في الهجوم من قبل لجنة محايدة، لافتا إلى أن الرد الهندي على الهجوم أعطى الحق لباكستان، لكن الأخيرة تحاول الرد بطريقة متزنة ومتناسبة دون تصعيد التوتر وزيادة حدة الصراع.

وأشار فيدان إلى أن عدة دول تجري محادثات وساطة بين الهند وباكستان، معربا عن أمله في وقف التوتر دون تصعيد، وحل المسألة بطرق سلمية.

وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان في 22 أبريل/ نيسان الماضي، عقب إطلاق مسلحين النار على سائحين في بلدة باهالغام بإقليم "جامو وكشمير" الخاضع للإدارة الهندية، ما أسفر عن مقتل 26 شخصا وإصابة آخرين.

افكارك
قد تكون أيضا مهتما ب
الأكثر قراءة
بحث