
تستمرّ فرق الدفاع المدني السوري، لليوم الخامس على التوالي، في جهودها الحثيثة لإخماد حرائق الغابات المندلعة في محافظة اللاذقية. وبإشراف مباشر من وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح ومدير الدفاع المدني منير مصطفى، تعمل الفرق في ظروف مناخية قاسية وتضاريس وعرة، وسط تهديد مستمر بالألغام ومخلفات الحرب التي تضع حياة رجال الإطفاء في مهبّ خطر.
وصول النيران اليوم إلى منطقة غابات الفرنلق في ريف اللاذقية، مساء الأحد 6 تموز، وسّع من رقعة الحرائق وزاد من صعوبة السيطرة على الحريق، مما استدعى تعزيزات ميدانية إضافية.
والأرقام المرعبة تقول: أكثر من عشرة آلاف هكتار من الغابات والأراضي الزراعية أتت عليها النيران حتى الآن. ويُحذّر خبراء من أن تغير المناخ وجفاف الأشجار، رفعا من وتيرة حرائق الغابات إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ ستين عامًا.
وكانت يوم أمس قد انضمّت إلى عمليات الإخماد، فرقٌ أردنية برية قادمة عبر الحدود بهدف المساندة والتنسيق مع الطواقم السورية، بعد أن شاركت طائرات مروحية أردنية بإسقاط المياه على الغارات المحترقة، وذلك في إطار الدعم من المملكة الأردنية، بعد توجيهات من قبل الملك عبدالله لتقديم المساعدة اللازمة لذلك.
وأعلنت وزارة الطوارئ السورية أن النيران امتدت إلى 28 موقعا داخل المحافظة، ملحقة دمارا واسعا بمئات الآلاف من الأشجار الحرجية، وسط ظروف مناخية صعبة تعيق عمليات السيطرة على الحريق.
وأكد وزير الطوارئ والكوارث، رائد الصالح، في مؤتمر صحفي من اللاذقية أن "إعلان إخماد النيران نهائيا سيستغرق أياما"، مشددا على خطورة الموقف.
وفي سياق منفصل، أعلنت فرق الدفاع المدني السوري عن السيطرة على حريق حرج آخر في بلدة عين بندق بريف إدلب الغربي، حيث اشتبكت النيران مع خمسة مواقع حرجة. وقد نجحت 7 فرق إطفاء، بعد نحو 15 ساعة من العمل دون انقطاع، في إخماد الحريق رغم مواجهتها تحديات تشمل وعورة التضاريس، سرعة الرياح، بعد مصادر المياه، وغياب خطوط النار المحددة.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى تعزيز المساعدات الدولية لمواجهة الكارثة. وكتبت نائبة المبعوث الأممي إلى سوريا، نجاة رشدي، عبر منصة إكس: "سوريا تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي لمواجهة كارثة الحرائق المندلعة في الساحل السوري".
كما أعلن المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا، آدم عبد المولى، أن الفرق الأممية موجودة ميدانيًا لإجراء تقييمات عاجلة وتحديد الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحًا.