
أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي ووسائل إعلام إيرانية مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء في الهجوم الذي نفذته إسرائيل على مواقع عدة في إيران فجر يوم 13 يونيو/حزيران 2025، وأكد خامنئي أن "خلفاءهم وزملاءهم سيستأنفون مهامهم فورا"، جلهم متورطون بالدم السوري خلال فترة التدخل الإيراني في سوريا ومنهم:
اللواء حسين سلامي، أحد أبرز القادة العسكريين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وُلد عام 1960 في ضواحي مدينة كلبايكان بمحافظة أصفهان، وتخرج في الهندسة الميكانيكية من جامعة العلوم والصناعة بطهران.
التحق بالحرس الثوري الإيراني في مطلع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980، حيث لعب دوراً محورياً في قيادة عدد من الفرق والمقرات العسكرية، لا سيما في جبهتي الغرب والجنوب، ما شكّل حجر الأساس لصعوده داخل المؤسسة العسكرية.
أسّس عام 1992 جامعة القيادة والأركان المعروفة بـ"دورة دافوس" في طهران، لتأهيل نخبة الكوادر العسكرية في إيران، وترأسها لأربع سنوات قبل أن يُعيّن نائباً لرئيس عمليات هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري حتى عام 2005، وهي المرحلة التي شهدت تطوراً لافتاً في البنية العملياتية للحرس.
في العام ذاته، تولى قيادة القوة الجوية للحرس الثوري، حيث عمل على تعزيز قدرات إيران الصاروخية والجوفضائية، قبل أن يُعيّن نائباً للقائد العام للحرس الثوري عام 2009، وهو المنصب الذي شغله لعقد كامل، كان فيه أحد العقول الاستراتيجية خلف تحركات إيران الإقليمية، خاصة في العراق وسوريا ولبنان.
لعب سلامي دوراً حاسماً في تنسيق الدعم العسكري الإيراني لنظام الأسد خلال سنوات الحرب في سوريا، إذ كان من أبرز مهندسي تدخل الحرس الثوري، خاصة "فيلق القدس"، في الصراع السوري. عمل على تنظيم ودعم المليشيات المتحالفة مع طهران داخل سوريا، وساهم في إنشاء خطوط الإمداد، وتنسيق العمليات العسكرية مع قوات النظام والميليشيات الأجنبية، مثل "حزب الله"، دعماً لبقاء نظام الأسد في وجه المعارضة المسلحة.
عُيّن قائداً عاماً للحرس الثوري في أبريل/نيسان 2019 بأمر من المرشد علي خامنئي، ليصبح بذلك ثامن قائد يتولى هذا المنصب منذ تأسيس الحرس. وخلال فترة قيادته، عزّز سلامي النفوذ الإيراني الإقليمي، ورفع من مستوى التحدي المباشر مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
فرضت عليه واشنطن عقوبات رسمية في 8 نيسان 2019، باعتباره من كبار قادة الحرس الثوري المتورطين في زعزعة الاستقرار الإقليمي، وتحديداً في سوريا والعراق واليمن.
رحيل سلامي، الذي أُعلن مقتله في الضربة الإسرائيلية فجر الجمعة على طهران، يشكل ضربة كبرى لمنظومة الحرس الثوري ولشبكة النفوذ الإيراني الإقليمية، خاصة في سوريا، حيث شكّل وجوده ضمانة استراتيجية لاستمرار الهيمنة الإيرانية على القرار العسكري في دمشق وما حولها.