
تستند هذه الخطة إلى مباحثات استراتيجية تُجرى في العاصمة أنقرة، تهدف إلى تحويل تركيا إلى مركز رقمي إقليمي.
وتُعد مجموعة G42، ومقرها الإمارات، من أبرز اللاعبين في التحول الرقمي العالمي، حيث تشكّل "خزنة" الذراع الخاصة بالبنية التحتية الرقمية للمجموعة. وقد كشفت "خزنة" عن خطتها لإنشاء مركز بيانات ضخم في تركيا يركّز على الذكاء الاصطناعي.
يأتي هذا المشروع في سياق سلسلة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات الاستراتيجية التي وقعتها الإمارات وتركيا في عام 2023، والتي تجاوزت قيمتها 50 مليار دولار أمريكي.
ومن المقرر أن يُقام المركز في منطقة "باشكنت" الصناعية المنظمة في أنقرة، بطاقة قد تصل إلى 100 ميغاواط، ليساهم بشكل فعّال في تحقيق رؤية تركيا للتحول الرقمي. وتُعتبر "خزنة" من أسرع شبكات مراكز البيانات الضخمة توسعًا على مستوى العالم، ويُتوقع أن يقدم هذا الاستثمار فرصًا استراتيجية لتركيا، لا تقتصر على البنية التحتية فحسب، بل تشمل تنمية المهارات، والاستدامة، ونقل التكنولوجيا المتقدمة.
وفي ظل تعاظم دور الذكاء الاصطناعي في التوازنات الجيوسياسية والاقتصادية المعاصرة، يشير "مؤشر الذكاء الاصطناعي لعام 2025" الصادر عن جامعة ستانفورد إلى أن كثافة المواهب في هذا المجال في تركيا قد ارتفعت بنسبة 198% خلال السنوات الثماني الماضية، ما يعزز جاذبيتها للمستثمرين وصناع القرار.
وترى مراكز الفكر الدولية أن مثل هذه الاستثمارات حاسمة في تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية للدول. وذكرت "Middle East AI News" أن خطة خزنة في أنقرة قد تجعل من تركيا مركزًا إقليميًا للذكاء الاصطناعي وتدعم رؤيتها للاستقلال الرقمي.
وتُعتبر مراكز البيانات الحديثة بمثابة "قواعد جيوتكنولوجية" في المنافسة العالمية المعاصرة.
اقتصاديًا، من المنتظر أن يسهم المشروع في خلق فرص عمل مباشرة، ويفتح آفاقًا جديدة في قطاعات عدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل: المالية، والصحة، والدفاع، واللوجستيات. كما أن بناء المركز سيراعي معايير الاستدامة، باستخدام مواد منخفضة الكربون، وأنظمة الطاقة الشمسية، وتقنيات التبريد البيئية، ما ينسجم مع أهداف التحول الرقمي الأخضر في تركيا.
وفي هذا الإطار، تكتسب الدبلوماسية التكنولوجية المتنامية بين الإمارات وتركيا أهمية استراتيجية، لا من حيث حجم الاستثمارات فحسب، بل من حيث ترسيخ السيادة الرقمية وتوظيف التكنولوجيا كأداة استراتيجية. وتسعى تركيا من خلال هذه الخطوة إلى الانتقال من كونها دولة مستهلكة للتكنولوجيا إلى دولة توظفها في خدمة مصالحها الاستراتيجية.
تصريحات من الجانب الإماراتي:
– "نفخر بدعم جهود تركيا لبناء اقتصاد متقدم يرتكز على الذكاء الاصطناعي، ونأمل أن نكون البنية الأساسية التي يقوم عليها هذا التحول. نؤمن بأن هذا المركز سيساهم في النمو الاقتصادي المثير للإعجاب في البلاد، ويشجع الابتكار، ويُسرّع التحول الرقمي."
— حسن النقبي، الرئيس التنفيذي لمراكز بيانات خزنة
– "توسّع خزنة نحو تركيا دليل على عمق الروابط المتنامية بين بلدينا. وتُعد العلاقات مع تركيا ذات أهمية كبيرة ضمن استراتيجية دولة الإمارات لتقوية الشراكات، وتوسيع العلاقات، وتعزيز جسور التعاون في جميع المجالات."
— سعيد ثاني الظهرى، سفير دولة الإمارات لدى تركيا
ومن المنتظر أن تقوم "خزنة" بتعيين المقاول العام للمشروع في الربع الثاني من عام 2025، على أن يعقب اكتمال المشروع توسيع شبكة مراكز البيانات والاستثمارات الرقمية في تركيا.