USD 0,0000
EUR 0,0000
USD/EUR 0,00
ALTIN 000,00
BİST 0.000

بدونك يمكن، ولكن بدونه لا يمكن!

بدونك يمكن، ولكن بدونه لا يمكن!
10-11-2025

ماذا سنفعل إن واجهنا الجفاف والعطش؟
لا بد أن لدينا خطة لذلك...

في إيران، أعلن المسؤولون في العاصمة طهران أن المدينة، التي يسكنها أكثر من 10 ملايين نسمة، لم يتبقَّ لها سوى أسبوعين من مياه الشرب بسبب الجفاف وتراجع الموارد المائية.

حتى إن الرئيس الإيراني بيزكشيان حذر قائلاً:

“قد نُضطر إلى نقل العاصمة طهران بالكامل.”

إننا ندخل مرحلة جديدة، حيث يجب إدارة الموارد المائية بعقلانية، ويجب أن يُمارس التقنين والتوفير بشكل حقيقي.

تركيا اليوم تعيش أحد أكثر مواسمها جفافاً في تاريخ الجمهورية، وهذا ليس مبالغة.
وتُعد غازي عنتاب من أكثر المناطق تعرضاً للخطر، إذ تقع في الشريط الأسود الذي يمثل أعلى مستوى من مخاطر الجفاف.

الزيادة السكانية المتسارعة تضاعف الضغط على الموارد المائية.
فمنذ الحرب في سوريا استقبلت المدينة نحو 500 ألف لاجئ سوري، إضافةً إلى قرابة 300 ألف نازح بعد زلزال السادس من فبراير، مما جعل استهلاك المياه في المدينة يتجاوز الخطط الموضوعة مسبقاً.

تستهلك غازي عنتاب يومياً 600 ألف متر مكعب من المياه، يتم تأمينها من سدود ميزميلي وكارتال كايا ودوزباغ.

أما المنطقة الصناعية المنظمة (OSB) في غازي عنتاب، التي تشهد توسعاً كبيراً خصوصاً في قطاع النسيج والصباغة، فقد بدأت مؤخراً بجلب المياه من نهر الفرات لتلبية احتياجاتها المتزايدة، وهو مشروع خفف الضغط قليلاً عن شبكة مياه المدينة.

تستهلك المنطقة الصناعية حوالي 35% من إجمالي استهلاك المدينة، واستقدامها للمياه من سد بيرجيك خطوة يمكن وصفها بأنها جريئة وليست مجنونة.

ويُشكر رئيس مجلس إدارة المنطقة الصناعية جنكيز شيمشك على هذا الإنجاز.
بل تشير المعلومات إلى أنه خلال زيارة وزير المالية محمد شيمشك لغازي عنتاب، تقدم جنكيز شيمشك بعرض لشراء سد بيرجيك بالكامل، وقد وعد الوزير بدراسة المقترح.

هذا يوضح أن الوقت حان للتفكير في استثمارات مائية استراتيجية كبرى تضمن مستقبل المدينة.

صحيح أننا لسنا في وضع إيران نفسه،
لكن رغم توقع سقوط أمطار الأسبوع القادم، إلا أن ذلك ليس حلاً طويل الأمد.

علينا البحث عن مصادر جديدة وأقوى للمياه وتأمينها لغازي عنتاب.
فالمدينة اليوم ليست كما كانت في الماضي.

التقنين مهم.
لكن أكبر هدرٍ للمياه في المدينة ما زال يحصل في الحدائق والجزُر الخضراء بسبب سقي الأعشاب والنجيل.
لسنا ضد اللون الأخضر، ولكن يمكننا زراعة نباتات قليلة الحاجة للماء ضمن خطة تحوّل تدريجية.

يقال: “الماء حياة”، لكننا لا ندرك قيمته إلا بعد أن نفقده.
خلال الزلزال، حين لم نجد كأس ماء واحداً، رأينا كيف أصبحت الأموال والممتلكات بلا قيمة، وبقينا على قيد الحياة فقط بالماء والخبز الجاف.

الثروة مهمة، لكن الموارد الذاتية المستدامة أهم بكثير.
وفي ظل التغير المناخي، يحذر الخبراء من أن حروب القرن القادم ستكون بسبب المياه.

فهل نحن مستعدون لذلك؟
هل لدى غازي عنتاب خطة عمل واضحة لمواجهة هذا الخطر؟
بصراحة... لا أعلم!

مشروع دوزباغ الذي أطلقته رئيسة بلدية غازي عنتاب فاطمة شاهين كان خطوة استراتيجية في الوقت المناسب، ويستحق الشكر.
لكن، وكما يُقال: “ليس كافياً بعد، لكنه نعم.”

علينا من الآن توجيه جهودنا نحو تطوير مصادر جديدة للمياه وإدارة الحالية بشكل أكثر عقلانية.

إذا نفد الماء، انتهت الحياة.
لا سلطة، ولا ثروة، ولا حضارة ستبقى ذات معنى.

الماء قضية وجودية للدولة والشعب.
ورئيس المنطقة الصناعية جنكيز شيمشك يُفكر بخمسين عاماً إلى الأمام، وهذا ما نحتاجه جميعاً.

فلنكن أكثر جرأة وواقعية في ملف مياه الشرب.

فبدونك يمكن...
لكن بدون الماء، لا يمكن!

ابقوا بخير.
بقلم: عارف كورت

افكارك