أوضح المصدر أن واشنطن أدخلت تعديلات على مسودة القرار، ولا سيما البنود الخاصة بالمقاتلين الأجانب، دون الأخذ بالمقترح الصيني الذي دعا إلى منح إعفاءات سنوية قابلة للتجديد. وأضاف أن الصين كانت قد دفعت أيضاً نحو تضمين صياغات تتعلق بإدراج ملف المقاتلين الأجانب بشكل أوسع في نص المشروع.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الولايات المتحدة أبلغت عدداً من أعضاء المجلس رغبتها في إجراء التصويت قبل الزيارة المرتقبة للرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن ولقائه الرئيس دونالد ترامب يوم الإثنين القادم، في خطوة تُعد الأكثر رمزية في مسار عودة العلاقات بين البلدين.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في منتصف مايو/أيار الماضي، خلال مشاركته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي في الرياض، رفع العقوبات المفروضة على دمشق، في قرار وصف حينها بأنه نقطة تحول في السياسة الأميركية تجاه سوريا. وقد أعقب ذلك اجتماع تاريخي بين ترامب والرئيس السوري في الرياض، وهو اللقاء الأول من نوعه بين رئيسين للبلدين منذ ربع قرن.
وبحسب رويترز، فإن مشروع القرار الأميركي المعروض على مجلس الأمن يتضمن أيضاً رفع العقوبات عن وزير الداخلية أنس خطاب، بانتظار الحصول على ما لا يقل عن تسعة أصوات من أصل خمسة عشر، مع عدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية لحق النقض.
تعود العقوبات المفروضة على الشرع وخطاب إلى عام 2014، حين جرى إدراجهما ضمن قائمة عقوبات مرتبطة بتنظيمي "داعش" و"القاعدة"، وشملت حظر السفر وتجميد الأصول ومنع توريد السلاح، ما قيد الحركة الرسمية السورية ضمن المؤسسات الدولية لسنوات.
وجاءت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، لتؤكد أن لقاء الرئيسين يوم الإثنين المقبل في البيت الأبيض يندرج ضمن مسار "إعطاء سوريا فرصة واقعية للسلام". وأشارت إلى أن واشنطن ترى تقدماً ملموساً في ظل قيادة الرئيس الشرع، معتبرة أن رفع العقوبات جزء من إعادة صياغة العلاقة بين البلدين.
ويأتي كل ذلك بعد إعلان وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني في "منتدى حوار المنامة 2025" عن زيارة مرتقبة للرئيس السوري إلى واشنطن، مؤكداً أن ملف إعادة إعمار سوريا سيكون في صلب المباحثات.
تتحرك واشنطن قبل أيام من الزيارة التي وصفها البيت الأبيض بأنها "محطة مفصلية" في إعادة بناء العلاقات الأميركية ـ السورية، وسط مؤشرات على تحولات أوسع في المشهد السياسي للمنطقة، وإعادة رسم التوازنات والتحالفات بعد مرحلة طويلة من الصدام والقطيعة.
