كان آلاف السوريين قد استقروا في تركيا بعد اندلاع الحرب في بلادهم، وعملوا في مختلف المجالات. ومع بداية عودتهم الطوعية بعد انهيار نظام الأسد الذي استمر 61 عاماً، بدأت قطاعات مختلفة في غازي عنتاب، التي تضم أكثر من 500 ألف سوري، تعاني من أزمة في اليد العاملة. ويُعدّ قطاع الأحذية والنسيج من أبرز المتأثرين، إذ يصعب العثور على عمال مهرة في هذه الصناعات المعتمدة على الأيدي العاملة الكثيفة.
ويُذكر أن غازي عنتاب، ثاني أكبر مركز لإنتاج الأحذية بعد إسطنبول، تُصدّر منتجاتها إلى عشرات الدول بقيمة تفوق 10 مليارات دولار سنوياً عبر خمس مناطق صناعية منظمة. ومع عودة السوريين، تفاقمت أزمة نقص العمالة، خاصة أن عدداً كبيراً منهم كان يعمل في قطاع الأحذية.
10 آلاف سوري في قطاع الأحذية
رئيس غرفة صانعي وتجار الأحذية في غازي عنتاب، محمد أمين إنجه، أوضح أن نحو 10 آلاف سوري كانوا يعملون في قطاع الأحذية والصنادل، مشيراً إلى أن عودتهم الطوعية أدت إلى خسارة كبيرة في اليد العاملة. وقال:
"كان السوريون يعملون بشكل أساسي في قطاع الأحذية والصنادل، ومع عودتهم بدأنا نواجه مشكلة حقيقية في اليد العاملة. هذه العودة تسببت في فقدان اليد العاملة الماهرة، مما انعكس سلباً على الإنتاج والمنافسة الخارجية."
وأضاف إنجه أن قطاع الأحذية في غازي عنتاب يضم أكثر من 1200 مصنع أحذية و400 مصنع صنادل و200 منشأة صناعات مساندة، إلى جانب 1575 منشأة في قطاع التجزئة، ليصل العدد الكلي إلى أكثر من 3 آلاف منشأة. كما أشار إلى أن الدولة التركية أقامت سوقاً للأحذية في منطقة جوبان باي (شمال سوريا) لدعم الصناعيين السوريين الذين يواجهون صعوبات.
70 ألف سوري عادوا من غازي عنتاب
بحسب بيانات إدارة الهجرة، عاد نحو 70 ألف سوري من غازي عنتاب إلى بلادهم. وأوضح إنجه أن هذا الرقم انعكس بشكل مباشر على قطاع الأحذية الذي خسر قرابة 14% من قوته العاملة وفق بيانات İŞKUR، في حين أن الخسائر الميدانية تبدو أكبر بكثير.
أزمة في العمالة الماهرة
الخبير في صناعة الأحذية مراد آرار، الذي يعمل في هذا المجال منذ 50 عاماً، أشار إلى أن "الأزمة تتفاقم لأن الجيل الجديد لم يعد يتجه إلى هذه المهنة، ومع عودة السوريين تضاعفت المشكلة".
“سنعود قريباً”
من جانبه، قال الحرفي السوري أيوب إبراهيم:
"عملنا في صناعة الأحذية بحلب، وبعدها في غازي عنتاب. كثير من أصدقائنا عادوا إلى سوريا، ونحن أيضاً سنعود قريباً بعد 14 عاماً من الإقامة هنا. نشكر الدولة التركية وشعبها على استضافتنا."
