صادرات تركيا إلى سوريا تسجّل قفزة كبيرة

أظهرت بيانات التجارة الخارجية للفترة بين يناير ويونيو أن قطاع الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها جاء في المرتبة الأولى من حيث حجم الصادرات إلى سوريا، بقيمة 307.2 مليون دولار، مسجلاً نمواً بنسبة 22.3% مقارنة بالعام الماضي. وحل قطاع المواد الكيميائية ومنتجاتها في المرتبة الثانية بنسبة زيادة بلغت 55.3%، وبقيمة وصلت إلى 123.6 مليون دولار.

أما قطاع المنتجات البحرية والمنتجات الحيوانية فقد حقق قفزة لافتة، حيث بلغت صادراته 107.5 مليون دولار، محققاً نمواً نسبته 130.5%، ليحل في المركز الثالث. وشهدت صادرات 9 قطاعات نمواً بنسبة تفوق 100% في الفترة نفسها. وقد بلغت حصة منطقة جنوب شرق الأناضول من إجمالي صادرات تركيا إلى سوريا 41%، بفضل قربها الجغرافي والروابط الاقتصادية الوثيقة.

فترة نشطة في السوق السورية

وفي تعليقه على هذه الأرقام، قال رئيس اتحاد مصدري الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها في جنوب شرق الأناضول، ورئيس مكتب سوريا في مجلس المصدرين الأتراك (TİM)، جلال قاد أوغلو:

"نحن على أعتاب مرحلة جديدة ستبلغ فيها الاستثمارات الصناعية في ولاياتنا الشرقية والجنوبية ذروتها، لتلعب دوراً كبيراً في مستقبل تركيا الاقتصادي. ومن أهم مصادر الدخل في هذه المناطق هو التبادل التجاري مع منطقة الشرق الأوسط."

وأضاف:

"شهدت السوق العراقية هذا العام بعض التباطؤ مقارنة بالسنوات السابقة، في حين أن السوق السورية تمر بفترة نشاط ملحوظة. فقد ارتفعت صادرات جنوب شرق الأناضول إلى سوريا خلال الأشهر الستة الأولى بنسبة 38.7%، لتصل إلى 416.5 مليون دولار، منها 277.8 مليون دولار فقط من ولاية غازي عنتاب. وكما هو الحال على المستوى الوطني، فقد احتل قطاع الحبوب المرتبة الأولى في صادرات منطقتنا إلى سوريا، بقيمة بلغت 173.7 مليون دولار، بزيادة 36.8%."

تراجع في بعض القطاعات

ورغم الأداء القوي في معظم القطاعات، أشار قاد أوغلو إلى وجود تراجع في عدد من المجالات، قائلاً:

"شهدت صادرات تركيا إلى سوريا خلال النصف الأول من عام 2025 تراجعاً في قطاعات الصلب (16.7%)، والجلود ومنتجاتها (55.7%)، والخضار والفواكه الطازجة (55.6%)، والملابس الجاهزة (47.2%)، والفواكه المجففة (25.4%)، والسجاد (18.7%)."

وأوضح أن هذه الانخفاضات تعود إلى عوامل داخلية وخارجية متنوعة مثل ظروف المنافسة، والمشاكل اللوجستية، وتقلبات الطلب، والأنظمة الإقليمية.

"نحن في مكتب سوريا التابع لمجلس المصدرين الأتراك نتابع جميع الملاحظات الواردة من الميدان باهتمام، ونعمل بشكل منسق مع وزارة التجارة وكافة الجهات ذات العلاقة."

وختم قاد أوغلو بالقول:

"مع تراجع تأثيرات الحرب الداخلية في سوريا وتخفيف بعض العقوبات، نتوقع استمرار الانتعاش في حجم التبادل التجاري. ومع تحسن الاستقرار والأمن، ودمج النظام المصرفي السوري في المنظومة العالمية، وتعزيز البنية التحتية اللوجستية، فإن علاقاتنا التجارية مع سوريا مرشحة للوصول إلى مستويات أكثر تقدماً."