بحسب مراسلة الصحيفة فريدريكه بوغه، فإن المشاهدات الميدانية تؤكد أن ظروف الحياة في سوريا تجعل العودة غير قابلة للاستمرار بالنسبة لكثيرين.
غياب الكهرباء والمياه والإنترنت: “المعيشة في تركيا كانت أسهل”
وذكرت الصحيفة أن عدداً من اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا أصيبوا بخيبة أمل كبيرة فور وصولهم، إذ وجدوا أنفسهم في بيئة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، مثل الكهرباء والمياه وخدمات الإنترنت.
وأكد العائدون أن الحياة في تركيا، رغم غلاء المعيشة وصعوبة الظروف، كانت “أسهل بكثير” مقارنة بما يواجهونه حالياً في سوريا. ونقلت بوغه عن بعضهم أنهم تواصلوا مع أقاربهم في تركيا محذرين إياهم بقولهم:
“لا تعودوا أبداً”.
الأطفال يواجهون صعوبات في المدارس
وأشارت الصحيفة إلى أن الأطفال السوريين الذين تلقوا تعليمهم في تركيا يواجهون مشكلات كبيرة في التكيّف مع المدارس السورية، خصوصاً أنهم غير معتادين على استخدام الحروف العربية في الكتابة، ما يزيد من معاناة العائلات ويدفعها لإعادة التفكير في قرار العودة.
تراجع ملحوظ في أعداد العائدين
وتتطابق هذه المعطيات مع تحذيرات المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الذي قال خلال زيارته إلى دمشق هذا الأسبوع:
“إذا لم يتحسن الوضع الإنساني في سوريا بسرعة، فإن معظم العائدين البالغ عددهم 1.2 مليون شخص قد يُجبرون على الهجرة مرة أخرى”.
وأوضح غراندي أن أعداد العائدين في الأشهر الأولى كانت تتراوح بين 4 إلى 5 آلاف شخص يومياً، إلا أن هذا الرقم انخفض حالياً إلى أقل من ألف شخص يومياً بسبب تفاقم الظروف المعيشية.
رواتب متدنية وغلاء معيشة: “الوضع أسوأ من تركيا”
وبيّنت الصحيفة أن تدني الأجور وارتفاع الأسعار في سوريا، لا سيما أسعار المواد الغذائية والوقود والسكن، جعلت الحياة شبه مستحيلة للعديد من العائدين. وأكد بعضهم أن الأوضاع الحالية “أسوأ مما كانوا يعانون منه في تركيا”.
في المقابل، يصر كثير من السوريين المقيمين في تركيا على أنهم لا يرغبون في العودة إلى سوريا، رغم كل الصعوبات التي يواجهونها هناك.
تراجع الأمل بالعودة الطوعية
وتشير تقارير FAZ والأمم المتحدة إلى أن مسار العودة الطوعية للاجئين السوريين يمرّ بمرحلة حرجة، وأن استمرار التدهور الإنساني قد يدفع نسبة كبيرة من العائدين إلى الهجرة مجدداً نحو تركيا أو دول أخرى.
