
بحسب تقرير للصحفي يلماز بيلغن في صحيفة "تركيا"، فقد أثارت الأحداث الأخيرة في مناطق مثل بودروم ومرمريس صدى واسعاً في الرأي العام. وكشفت التقارير الأمنية أن لتنظيم PKK والكيانات التابعة له دوراً كبيراً في هذه الأحداث. المحامية آيشيناز تشيمن، التي بحثت التغيرات في تلك المناطق لسنوات، قالت إن اهتمام التنظيم بالسواحل والسياحة يعود لأكثر من 20 عاماً، لكن نقطة التحول كانت بعد تمرد "الخنادق".
وأشارت تشيمن إلى أن:
"الهدف الأساسي هو الإضرار برؤية تركيا الدولية وتخريب قطاع السياحة. بالإضافة إلى ذلك، يسعى التنظيم لتوفير دخل مالي، وإحداث تغيير ديموغرافي، ونشر الانحلال الأخلاقي، وتوفير وظائف لعناصره، وإضعاف هيبة الدولة، وإضفاء الطابع المافيوي على المناطق، وزيادة القلق الاجتماعي، وإحداث منافسة غير شريفة. الهدف الجوهري هو السيطرة على كامل الساحل. كل خطوة ناتجة عن تكتيك واستراتيجية متعددة الأبعاد."
تهديد، ابتزاز، اغتيالات... كل شيء موجود
وأضافت تشيمن أن كل هذه الاستراتيجية يتم التخطيط والإدارة لها من قبل قنديل وكا جا كا، قائلة:
"في تلك الفترة، تم تمويه مئات الإرهابيين ضمن منشآت سياحية على السواحل. وبتوجيه من قنديل وكا جا كا، خُصصت ميزانيات كبيرة، وتم تكليف عناصر موالية للتنظيم بإدارة فنادق، مطاعم، شواطئ، ويخوت في المناطق السياحية. وتم تعيين جهات محددة لتوفير الموارد البشرية.
تم اختيار فرق لتنفيذ هذه المهام في مناطق ساحلية مشهورة مثل ألانيا، تشيشمة، ديديم، بودروم، مرمريس، أيفاليك، وأورلا، وتم تفعيلها عبر الميزانيات المخصصة. لم يعتمد التنظيم على النتائج الاقتصادية لاستثماراته فقط، بل استخدم وسائل مثل التهديد، الابتزاز، الاغتيالات، الحرائق، الخطف، والتعذيب لتحقيق أهدافه بسرعة.
هناك ضعف أمني داخلي كبير في هذا الصدد، والتنظيم استغل هذا الضعف لأقصى درجة. كما تسلل إلى إدارات سياسية محلية للحصول على دعم سياسي لمخططه الخبيث."
يطردون المستثمرين
وأوضحت المحامية آيشيناز تشيمن:
"سعي تنظيم PKK لفرض سيطرته على السواحل من خلال نشر الخوف أدى إلى هروب عدد كبير من المستثمرين المهمين سواء كانوا أتراكاً، أكراداً، ألماناً، إنجليزاً، أو يونانيين. العديد من السياسيين والمسؤولين وقعوا في شباك شبكة التنظيم. ومن الأبعاد الأخرى للمسألة شبكة الرشوة التي أنشأوها. هناك حالياً ربما مئات الأشرطة المصورة التي تم الحصول عليها بأساليب غير أخلاقية بيد التنظيم.
مع انتشار شبكات الرذيلة، المخدرات، تجارة النساء، القمار، الرشوة، والتعذيب، والخطف، والاغتيال، والاستيلاء، أصبح الوضع خطيراً للغاية. صدقني، حالياً هناك عناصر تابعة للتنظيم داخل وحدات منح التراخيص في بعض البلديات.
يمتلك التنظيم فرقاً خاصة للاغتيالات، الخطف، التخريب (مثل حرق المنشآت)، بالإضافة إلى شبكة استخبارات داخلية. على سبيل المثال، في إحدى المناطق، هم من يقرر من يمكنه فتح مطعم، وبأي أسعار، وما هي المعايير. كذلك، الفتيات الشابات اللواتي يتم تشغيلهن بطريقة غير قانونية في قطاع الترفيه، وأيضاً التحكم بكاميرات المراقبة في الفنادق، من ضمن العناصر التابعة للتنظيم.
يتم فتح فنادق فخمة ومطاعم فاخرة بأموال قذرة يتم غسلها. كما يتم تشغيل العديد من الشواطئ والمرافئ السياحية من قبل هذه الشبكة الإرهابية."
يقومون بعمليات تهريب البشر
ومن بين الأنشطة الخطيرة الأخرى التي أشار إليها التقرير استخدام المرافئ التي يديرها التنظيم وقواربه في تهريب البشر عبر الحدود. تُستخدم هذه الطرق في تهريب وإخفاء عناصر إرهابية من PKK وFETÖ بشكل رئيسي. بعض الأماكن المنعزلة عن الحياة اليومية تتحول إلى ملاجئ لعناصر مطلوبة دون مغادرة البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، يعمل التنظيم على الاستيلاء على أراضٍ ثمينة، وخداع النساء السائحات عبر وعود بالزواج والجنس، وتكوين شبكات ذكور للإغواء والاحتيال، والاستيلاء على منازل وممتلكات الأجانب، وتنظيم حفلات شاذة، واستغلال نظام تأجير الفلل لتجنب مشاكل تسجيل النزلاء في الفنادق.
كل هذه الأنشطة مرتبطة بهذه البنية الإرهابية. كذلك، يتم استخدام عناصر التنظيم في أوروبا كجهات لغسيل الأموال. حتى تأجير الشمسيات وكراسي البحر على الشواطئ يتم عبر هذه الشبكة."
الدولة يجب أن تتحرك بشكل عاجل
واختتمت تشيمن بالتحذير من أن قنديل يستفيد مادياً من هذه الدورة المالية، مما يعزز دعم التنظيمات المرتبطة به على الحدود مثل YPG/KCK/PJAK بالسلاح والذخيرة.
وقالت:
"الأرقام التي نتحدث عنها هنا تقدر بمليارات الدولارات. على دولتنا أن تتدخل بشكل عاجل. وإلا، فإن الأمور قد تتطور إلى مستويات أكثر خطورة. يجب إقامة نقاط تفتيش شرطية في مراكز المدن الحساسة، وتشكيل فرق رقابة من حرس السواحل بإشراف الولاة أو القائم مقام لمراقبة كافة المنشآت في قطاع الترفيه، لأن ترك هذه المهمة للبلديات فقط يمثل نقطة ضعف كبيرة.
كما يجب ألا تكون تراخيص العمل في المناطق السياحية مقتصرة على البلديات فقط، بل يجب إخضاعها لفحص استخباراتي وأمني دقيق. شبكة الإرهاب تستهدف سواحلنا، والعديد من حرائق الغابات الأخيرة في هذه المناطق تقف وراءها PKK. الانحلال الأخلاقي الذي نراه على السواحل جزء من مؤامرة PKK."