USD 0,0000
EUR 0,0000
USD/EUR 0,00
ALTIN 000,00
BİST 0.000

ليت عقل الدولة يكون على حق!

ليت عقل الدولة يكون على حق!
01-12-2025

جاء البابا إلى تركيا بصفته ليون الثالث عشر أو أيًّا كان ترتيبه، فيما خسر نادي غازي عنتاب على أرضه أمام إييوب سبور بنتيجة 2-1. كما جاء مسعود برزاني إلى تركيا للمشاركة في ندوة ملایê جزیری في منطقة جِزرة بولاية شرناق.

وفد “تركيا بلا إرهاب” أجرى لقاءً مع أوجلان في إمرالي. وقد نشر الصحفي والسياسي شميل تايار ملاحظات اللقاء أولاً على حسابه، لكنه حذفها بعدما نُبّه بأنها قد تلحق الضرر بالمسار.

أما غولستان من حزب "ديم" الموجودة في الوفد، فقد أدلت بعد يوم واحد فقط بمقابلة مطوّلة تحمل تصريحات لا تضرّ بالمسار فحسب، بل تكشف تفاصيل كان ينبغي أن تبقى سرية. أتساءل بصدق: الذين نبّهوا شميل تايار بمحبة، ماذا فعلوا تجاه السيدة غولستان؟

أقولها بصراحة: أنا أدعم مشروع تركيا بلا إرهاب. لكن ما لا يعجبني هو التصريحات غير المنضبطة التي تمجّد الإرهابيين وتجعلهم أبطالاً، تماماً كما لا يعجبني قدوم البابا إلى تركيا وإقامته قداسًا إيكيومينيًا بعد 1700 عام.

البابا، رغم أنه ممثل ديني، إلا أنه يحمل أيضًا صفة رئيس دولة الفاتيكان، وبالتالي فهو يمثل جهة سياسية أيضاً. إن أردت النظر إلى الموضوع بليونة، فليكن… لنقل “لا بأس”.

وأنا أيضاً أحب أن أذهب إلى الفاتيكان لأقيم ذكراً مع شيخ و40 مريداً مثلاً. لكن هل سيُظهرون لنا ما نظهره لهم من حسن الضيافة؟ هذا سؤال يحيرني. وبعد أن شاركت هذه الرغبة على وسائل التواصل، تشكّلت مجموعة من “المريدين” المتطوعين قاربت 4 آلاف شخص، كتبوا لي: “لا تنسَني في الذكر”.

أحاول أن أفهم؛ فهم جاءوا في الماضي أيضاً ولكن لم يُسمح لهم بإقامة قداس، فما الذي تغيّر حتى سُمح لهم هذه المرة؟ من الواضح أن شيئاً ما يحدث، لكنني لا أعرف ما هو.

أنا من الذين يؤمنون بعقل الدولة ويثقون به. وحتى لو أزعجتني الصور والمظاهر، أقول: “لا بدّ أن للدولة سبباً”.

من جهة هناك لقاءات مع زعيم الإرهابيين في إطار مشروع تركيا بلا إرهاب، ومن جهة أخرى هناك إرهابيون يعلنون استسلاماً رمزياً، وفي المقابل قيادات عليا في التنظيم تدلي بتصريحات تسعى إلى إفشال العملية. وفي سوريا، تنظيم YPG الإرهابي يحاول كسب الوقت، وإسرائيل تهاجم بخسة عند كل فراغ كالسائق الماكر الذي يسير خلف سيارة الإسعاف. إيران صامتة، والصين واليابان على حافة حرب بسبب تايلاند… البابا في الغرب، والبرزاني في الجنوب الشرقي يُستقبلان بطريقة تقلب المعادلات ويُدليان بتصريحات مؤثرة.

نعم، ثمة شيء يحدث، لكنني لا أعرف ما هو… وأنا أثق بعقل الدولة. وأرى شجاعة في استمرار من يتحملون المسؤولية السياسية بالمضي قدماً رغم احتمال خسارتهم للأصوات.

هناك أمر ما سيصل إلى نقطة الحسم، ويبدو أن هذا الأمر – حين يُحسم – سيكون من النوع الذي ينسينا كل ما قبله، كما يبدو في ملامح أردوغان وباهتشلي… نحن نمرّ بمرحلة صعبة وحساسة. ولا يستطيع المرء إلا أن يتساءل: بعد زيارة أردوغان لترامب في الولايات المتحدة، هل للأخير دور في هذه التطورات؟

الهجمات التخريبية على السفن في البحر الأسود، نجاح “أقنجي” في رقْمٍ قياسي عالمي، كوننا أول دولة في العالم تجرب وتنجح في إطلاق صاروخ من طائرة بدون طيار… التطورات تتلاحق بسرعة لا تُلحق.

أنوار الدولة لا تنطفئ ليلاً؛ إنهم يعملون. لعل عقل الدولة على حق في كل هذه الأمور.

اللهم احفظ الأمة التركية، وانصر شعبنا، ولا تفرّق جمعنا، واحفظ نظامنا واستقرارنا. اللهم أعن دولة آل عثمان واجعل قوتها دائمة…

ابقوا بخير

افكارك