
هذه الخطوة، التي جاءت ثمرة لتعاون مشترك بين وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وعدد من الجمعيات الإنسانية، تمثل محطة مفصلية على طريق إعادة الاستقرار إلى البلاد بعد سنوات طويلة من النزوح والمعاناة.
القافلة، التي ضمت قرابة 450 شخصًا، انطلقت على متن خمس حافلات، إلى جانب شاحنات محملة بالأمتعة واللوازم المنزلية، في مشهد استُقبل بمشاعر الفرح والدموع والحنين. المبادرة لم تكن مجرد عملية نقل، بل حملت في طياتها رمزية العودة إلى الديار واستعادة الكرامة، بعد ما وصفه المنظمون بـ"النصر والتحرير".
"عرس النصر" وولادة جديدة
عبير فارس، من مكتب العلاقات في الشؤون السياسية، وصفت القافلة بأنها "عرس النصر"، مشيرة إلى أن الهدف من تنظيمها بشكل علني هو توجيه رسالة مفادها أن المناطق التي كانت في السابق ساحة للنزوح، باتت اليوم آمنة وجاهزة لاستقبال أبنائها من جديد. وأضافت فارس: "ترميم منازل 60 عائلة هو البداية فقط، والعمل مستمر لإعادة إعمار ما دمرته الحرب، ليس فقط في الحجر، بل في الإنسان أيضًا".
دور فاعل لجمعية "اقرأ" الإنسانية
وفي كلمة له من مدينة حلب، قال رئيس جمعية اقرأ الإنسانية للتنمية والعدالة، السيد أرجان ساري:
"في هذا اليوم التاريخي، استقبلنا في حلب 62 عائلة مع ممتلكاتهم، بفضل جهودنا وجهود الشركاء والمنظمين. لقد تمكّنا من تأمين 62 منزلًا خاصًا، لتكون لهم نقطة انطلاق نحو حياة كريمة ومستقرة في قراهم الأصلية أو الجديدة. نحن اليوم نحتفل بفرحة العودة، ونشكر كل من ساندنا في هذه الرحلة".
نحو مستقبل أكثر استقرارًا
عودة هذه العائلات إلى حضن الوطن، لا تقتصر على الجانب الإنساني فقط، بل تعكس بوضوح التحول الإيجابي الحاصل في بعض المناطق السورية، وجهود الدولة والمجتمع المدني في خلق بيئة مناسبة لإعادة الدمج المجتمعي. المبادرة تُعد مثالًا يُحتذى به لتكريس مفهوم "العودة الطوعية الآمنة"، وتفتح الباب واسعًا أمام آلاف النازحين الذين ما زالوا ينتظرون فرصة مماثلة للعودة إلى جذورهم وبناء مستقبلهم من جديد.
المصدر : الاعلامية روان لاجين مراسلة أخبار المدينة 27