
قال وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني، الاثنين، إن حماية الطائفة الدرزية هي مسؤولية الحكومة، داعيا إلى عدم تدخل أي طرف خارجي في الشأن السوري ووجوب احترام سيادة البلاد.
جاء ذلك في تصريح صحفي على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي بمنطقة البحر المتوسط، المنعقدة حاليا في العاصمة البلجيكية بروكسل، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وتأتي تصريحات الشيباني تعليقا على اندلاع مواجهات بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في السويداء، أسفرت عن أكثر من 30 قتيلا و100 جريح، ما استدعى تدخل قوات الأمن والجيش واستخدامها القوة لفرض القانون.
وقال الوزير الشيباني: "ما زلنا نعاني من الإرث السيئ الذي ورثناه من نظام الأسد، وضبط السلاح المنفلت في جميع أرجاء الجمهورية العربية السورية".
وأوضح أن العملية الأمنية في السويداء تجري "لإعادة ضبط الأمن والاستقرار وحماية المدنيين في جميع الأراضي السورية".
وأكد الشيباني أن "الطائفة الدرزية الكريمة هي من مسؤولية الحكومة السورية الجديدة، وحمايتها واجب على الدولة السورية، ولا يجب على أي طرف أن يتدخل بالشأن السوري ويجب أن يحترم سيادة سوريا"، وفق "سانا".
وفي السياق، قال متحدث وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا، مساء الاثنين، إن الوضع الميداني بالسويداء "جيد جدا"، مبينا أن الجيش وقوات الأمن يقتربان من مركز المحافظة التي شهدت اشتباكات دامية بين جماعات مسلحة.
كما قال وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة في بيان عبر منصة "إكس": "إلى رجال الجيش العربي السوري، أوصيكم بحماية أهلكم المواطنين، والوقوف بينهم وبين العصابات الخارجة عن القانون التي تسعى لإيذائهم وزعزعة أمنهم".
وطالب أبو قصرة بالمحافظة "على الممتلكات العامة والخاصة من عبث اللصوص وضعاف النفوس، فكل تقصير يُسجّل، وكل تهاون يُحاسب".
كما وجه بـ"إعادة الاستقرار إلى أرجاء السويداء، ومساعدة المحتاجين".
وبخصوص اجتماعات بروكسل، قال الوزير إن هذه "المرة الأولى التي تشارك فيها سوريا منذ سنوات طويلة في اجتماعات الاتحاد من أجل المتوسط، واستطعنا إعادة تفعيل عضوية سوريا في هذا الاتحاد".
وأضاف: "بالتأكيد هناك فرصة كبيرة جدا تنتظر سوريا مع الاتحاد الأوروبي، لأجل عقد شراكات إستراتيجية في مجال الأمن والاستثمار وإعادة الأعمار".
وقبل ذلك، بحث الشيباني مع الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس، سبل تعزيز العلاقات بين سوريا والاتحاد وتوسيع مجالات التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق الوكالة السورية.
وتأتي اجتماعات بروكسل في إطار التشاور حول "ميثاق المتوسط" الذي يعتزم الاتحاد الأوروبي إطلاقه قبل نهاية العام الجاري.
ويشارك في الاجتماع عدد من وزراء خارجية الدول العربية المطلة على البحر المتوسط، منها سوريا، إلى جانب دول الاتحاد من أعضاء "الاتحاد من أجل المتوسط".
و"ميثاق المتوسط" هو إطار استراتيجي شامل يهدف إلى تجديد وتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي.