
وبحسب تقرير الصحفي "Yılmaz bilgen " في صحيفة Türkiye ، فقد قال خبير العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور أيهان صاري، في تقييمه للحرب الإيرانية الإسرائيلية عقب هجوم 13 يونيو، إن "أسطورة أن إسرائيل لا تُقصف قد انهارت"، مؤكداً أن "العرض الجوي للطائرات الأمريكية B-2 بقيادة ترامب هو ما حسم المعركة في النهاية".
وأشار صاري إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بات عبئًا ثقيلاً بشكل متزايد حتى على داعميه، وأضاف في تقييمه للأحداث:
"إسرائيل خلال ساعات قليلة فقط قضت على كامل القيادة العسكرية للجيش الإيراني، وقضت عملياً على قدراته الدفاعية، وحولت أجواءه إلى ما يشبه الأوتوستراد. كما استهدفت شخصيات بارزة ضمن الكوادر النووية الإيرانية بعمليات دقيقة. كانت الخسائر فادحة للطرفين، إلا أن الوضع الحالي غير قابل للاستمرار بالنسبة لإسرائيل تحديداً. فقد انهارت تمامًا أسطورة (إسرائيل لا تُقهر، القبة الحديدية، إسرائيل لا تُهزم) التي بُنيت على مدى 75 عاماً بدعم من القوى العالمية. صواريخ إيران أحرقت مدن إسرائيل ودمّرتها، والشعب الإسرائيلي يعيش في حالة من الذعر، ولا يُسمح له بمغادرة البلاد".
بُعد دولي وإقليمي
تابع صاري قائلاً: "ما حدث بين إيران وإسرائيل أحدث فراغاً في ميزان القوى الإقليمي. وهذا سيؤثر على العديد من الدول مثل الإمارات، السعودية، البحرين، مصر، ليبيا، تشاد، تونس، المغرب، باكستان، أفغانستان والجزائر. وعلى الرغم من أن إيران فقدت سطوتها في سوريا، فإنها لا تزال تحتفظ بنفوذها في اليمن، العراق ولبنان. لكن من الواضح أن فعاليتها تتراجع."
أمريكا فتحت ممر خروج
ويوضح الدكتور صاري أن إسرائيل، التي فقدت هيبتها، كانت الطرف الأكثر سعيًا لإنهاء التصعيد، وأضاف:
"فتح جبهة جديدة مع إيران، إلى جانب الجبهات الموجودة في غزة، لبنان، الضفة الغربية وسوريا، كلّف إسرائيل ثمناً باهظاً. فالمواقع التي ضُربت وحالة القلق المجتمعي الداخلي أصبحت لا تُحتمل. هذا الوضع لا يمكنهم الاستمرار فيه. وهنا تدخلت أمريكا بقصفها لتهيئة ممر خروج للطرفين. ترامب لا يريد مزيداً من اشتعال الحرب. يُقال لإسرائيل: (لقد أوقفنا النووي الإيراني)، بينما يُقال لإيران: (لقد اخترقنا القبة الحديدية).
رأيي الشخصي أن إسرائيل ما زالت بحاجة إلى إيران، وإيران بحاجة إلى إسرائيل. فإسرائيل تبرر احتلالها لغزة، الضفة الغربية، القدس وسعيها لأن تصبح قوة نووية، بالتهديد الإيراني. وإيران تبرر تدخلاتها واحتلالها في العراق، سوريا، لبنان واليمن بذريعة إسرائيل، بل وحتى دعمت احتلال ناغورنو كاراباخ وأفغانستان. النظامان يستمدان شرعيتهما من بعضهما البعض. وقد مُنحا الفرصة الكافية لتقديم الحرب الأخيرة على أنها نصر أمام شعبيهما. نجاح الهدنة يعتمد على موقف ترامب. من دون دعم الولايات المتحدة، لا يمكن لإسرائيل أن تستمر في هذه الحرب. السياسات الإقليمية لإدارة ترامب لا تتطابق مع خطط حكومة نتنياهو. فبينما تتغذى إسرائيل من الفوضى، يريد ترامب التجارة وتحقيق الأرباح"، حسب تعبيره.