أفادت وزارة الدفاع السورية بأن الجانبين بحثا عدداً من القضايا ذات الاهتمام المشترك، إلى جانب مناقشة سبل تعزيز التعاون العسكري بما يخدم المصالح المتبادلة ويدعم مسار التنسيق بين أنقرة ودمشق.
تحركات ميدانية ورفع الجاهزية
تزامنت هذه المحادثات مع تحركات عسكرية لافتة للجيشين التركي والسوري على عدة محاور تماس، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وسط مؤشرات على رفع مستوى الجاهزية استعداداً لاحتمال تنفيذ عملية عسكرية مشتركة، في حال عدم التزام “قسد” بتنفيذ اتفاق الاندماج في الجيش السوري، الموقع في 10 آذار الماضي، قبل نهاية شهر كانون الأول الجاري.
وخلال اليومين الماضيين، تداولت وسائل إعلام تركية مقاطع مصورة تُظهر قوافل عسكرية تركية محمّلة بتجهيزات ومعدات ثقيلة، وهي تتجه نحو منبج شمال شرقي حلب، بالتوازي مع دفع الجيش السوري بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى محافظة دير الزور.
زيارات عسكرية رفيعة وتنسيق مشترك
وبحسب تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، جاءت هذه التحركات بالتزامن مع زيارة رئيس أركان الجيش التركي سلجوق بيرقدار أوغلو ونائبه الفريق أول ليفنت أرغون إلى دمشق يومي الجمعة والسبت الماضيين، حيث التقيا الرئيس السوري أحمد الشرع، ووزير الدفاع مرهف أبو قصرة، ورئيس هيئة الأركان علي نور الدين النعسان.
وشملت الزيارة تفقد مركز العمليات المشتركة التركي–السوري، إلى جانب زيارة المعرض العسكري للثورة السورية.
انتشار القوافل وتعزيز النقاط الحدودية
وأظهرت التقارير أن القوافل العسكرية التركية دخلت الأراضي السورية عبر ثلاثة محاور رئيسية هي عفرين، ورأس العين، وشمال حلب، فيما رُصدت قوافل تتجه نحو معبر منبج الحدودي.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن مصادر محلية أن قافلة عسكرية دخلت عبر معبر دير البلوط، في حين دخلت قافلة أخرى ليل الأحد–الاثنين عبر معبر العدوانية، مع تركّز الحشود العسكرية في شمال حلب ومحيط منبج.
تعزيزات سورية واستعدادات واسعة
في المقابل، بدأ الجيش السوري بنشر تعزيزات جديدة في دير الزور، شملت أنظمة مدفعية وطائرات مسيّرة ومعدات تقنية متقدمة.
ونقلت صحيفة تركيا المقربة من الحكومة التركية عن مصادر عسكرية أن وحدات الجيش التركي انتشرت في ثلاث نقاط مختلفة على طول الحدود، مع تشديد الإجراءات الأمنية في منبج، والقامشلي، وعين العرب، ورأس العين، وتل أبيض، إضافة إلى طريق حلب–اللاذقية الدولي (M4).
وأضافت الصحيفة أن الجيش السوري كثّف نشر طائرات المراقبة والطائرات المسيّرة على جبهات عدة، من بينها دير الزور، وسد تشرين، وجسر قره قوزاق، والطبقة، وحلسة، وعين عيسى، والرقة، بالتزامن مع إعادة توزيع مواقع الوحدات المتقدمة والوحدات القتالية.
عملية محتملة مع اقتراب المهلة
وبحسب مصادر أمنية، يستعد الجيش السوري لإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق مع اقتراب الموعد النهائي لإعادة هيكلة “قسد”، حيث يُتوقع نشر سبع فرق عسكرية تضم نحو 80 ألف جندي، مع إمكانية زيادة العدد وفق تطورات الميدان. كما ستُدعم العملية بالطائرات المسيّرة والمروحيات والطائرات المقاتلة، إضافة إلى استخدام الأسلحة الثقيلة المتوفرة في ترسانة الجيش.
