جاء ذلك في تصريحات تلفزيونية أدلى بها نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم، عمر تشيليك، تعليقاً على دعوة الرئيس المشارك لحزب "الديمقراطية ومساواة الشعوب" للحكومة التركية بتسهيل حضور إلهام أحمد، الرئيس المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية في "الإدارة الذاتية" مؤتمراً للحزب في مدينة إسطنبول التركية.
وقال تشيليك إنه "لا داعي لأن تأتي، فلتقل ما تريد من مكانها"، مضيفاً أن "هذه القضايا ستعالج في إطار التخلي عن الأنشطة الإرهابية، فليتخلوا عنها وليأتوا".
وانتقد تشيليك تصريحات إلهام أحمد الرافضة لإلقاء السلاح، معتبراً أن "اللقب الذي تستخدمه (الرئيسة المشاركة لدائرة العلاقات الخارجية) يمثل نهجاً ينتهك وحدة الأراضي السورية".
وأشار تشيليك إلى أن المادة السابعة من اتفاق 10 آذار، الموقع بين الرئيس السوري وقائد "قسد"، مظلوم عبدي، تنص على "رفض دعوات الانقسام وخطاب الكراهية ومحاولات تأجيج الانقسام داخل المجتمع".
وأضاف المسؤول التركي أن "قسد تقول تارة سنطبق الاتفاق، وأخرى لن نطبقه"، لافتاً إلى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يدعم الشرع، لكن أصواتاً مختلفة تُسمع".
تصريحات "قسد" حول عدم تهديد تركيا غير كافية
من جانب آخر، قال تشيليك إن مسؤولي "قسد" و"الإدارة الذاتية" يكررون في تصريحاتهم أنهم لا يشكلون تهديداً لتركيا، معتبراً ذلك "قولاً لفظياً لا يغير من الواقع شيئاً".
وتعليقاً على نداء رئيس حزب "العمال الكردستاني"، عبد الله أوجلان، في 27 شباط الماضي، لإلقاء السلاح، قال تشيليك إن النداء "يشمل جميع أذرع حزب العمال الكردستاني، في تركيا وشمال العراق وإيران وسوريا، إضافة إلى منظومة اتحاد مجتمعات كردستان".
وقال تشيليك إن "ما نعنيه هنا هو ضرورة القضاء على جميع هذه العناصر وفروعها"، مضيفاً أنه "لا وجود لجماعة مسلحة ألقت سلاحها، بينما تستمر أنشطتها المالية في أوروبا. ماذا يعني هذا؟ سأستأنف الأنشطة الإرهابية في أول فرصة".
وأشار نائب رئيس "العدالة والتنمية" إلى أنه "نعرف حالياً أي منظمة إرهابية وأي جهاز استخبارات في أي دولة نصحهم بعدم إلقاء السلاح أو عدم التسرع، ومن وعدهم بماذا، ونعلم ماهية الأنشطة التي كانت تنفذ".
والأسبوع الماضي، رفضت تركيا طلب قائد "قسد"، مظلوم عبدي، زيارة عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إيمرالي، معتبرة أن أي خطوة في هذا الاتجاه مشروطة بتخلي "قسد" عن السلاح ووقف ما تعتبره أنقرة تهديداً لأمنها.
وأكد حينها عمر تشيليك أن "قسد يجب أن تتخلى أولاً عن السلاح وتثبت أنها لا تمثل خطراً أمنياً على تركيا"، وذلك رداً على تصريحات مظلوم عبدي التي تحدث فيها عن رغبته بإجراء محادثات مباشرة مع أوجلان.
وأشار تشيليك إلى أن الحكومة التركية تعتمد في سياستها على "الأفعال وليس الأقوال"، مضيفاً أن أنقرة تريد رؤية خطوات ملموسة من قسد إذا كانت الأخيرة تدعي عدم سعيها للصدام مع تركيا.
