أخبار تركيا

رغم الألم ولاية هطاي التركية تتمسك بالأمل وتنفض غبار الزلزال المدمر

بطول الطريق السريع المؤدي إلى ولاية هطاي الواقعة جنوبي تركيا، تسطف شاحنات تحمل مساعدات إنسانية، ومستلزمات طبية، إلى جانب بيوت جاهزة وخيماً لدعم متضرري الزلزال المزدوج الذي ضرب 11 ولاية تركية في السادس من فبراير/شباط الماضي.

رغم الألم ولاية هطاي التركية تتمسك بالأمل وتنفض غبار الزلزال المدمر
01-03-2023 11:02

حزن ممزوج بأمل وألم، يخيم على أهالي الولاية، لكن الإصرار على عودة الحياة إلى طبيعتها وإعادة إعمار ما خلفه الزلزال حُلم يسيطر على الجميع.

وتحت شعار "يد واحدة من أجل تركيا"، أرسلت الجالية المغربية في تركيا قافلة مساعدات إنسانية إلى عاصمة الولاية "أنطاكيا"، أملاً في دعم منكوبي الزلزال.

وجوه حزينة يملؤها الألم والحسرة على ما أصابها في لحظة، بيوت مدمرة بشكل كلي وجزئي، ومناطق كاملة خلت من ساكنيها.

هنا وهناك تتناثر خيم أمام بيوت متضررة أو ملاجئ مؤقتة، فيما تنتصب بيوت جاهزة في مساحات شاسعة تتوفر فيها بعض مقومات الحياة.

وتحت الأنقاض التي لم تجمع بالكامل مازالت هناك سيارات وملابس وكتب ومتعلقات شخصية كثيرة تسكن ركام وأطلال، مشاهد تدفعك للتفكير في مَن كانوا هنا قبل فجر 6 فبراير/ شباط 2023.

خراب طال كل مكان، محال تجارية رُكن بداخلها حبات طماطم فوق رفوف بقيت شاهده على أقوى زلزال ضرب البلاد ولم يكن ضمن التوقعات.

يكتمل المشهد بأشجار تضررت وقبور تحطمت شواهدها وطرقات تصدعت وجسور تشققت تحت ضربات زلزال بقوة 7.7 درجات أعقبه آخر بقوة 7.6 درجات ثم آلاف الهزات الارتدادية القوية.

وداخل مراكز الإيواء المؤقتة يسعى الآلاف إلى التكيف مع حياتهم الجديدة، إذ تجد شباب يهربون من الذكريات المؤلمة بلعب كرة القدم، ونساء يجتمعن في إحدى الزوايا ليتبادلن الحديث حول الفاجعة التي عاشهن.

فيما يرمق أطفال في حلقات صغيرة الموجه النفسي للملمة جراح مأساة لم تكن في الحسبان، يحاولون فهم سر هذا "الوحش الصامت" الذي سرق حياتهم الطبيعية وأبعدهم عن مدارسهم وأحيائهم وحتى عن أحباب لهم.

أجانب ولاجئون سوريون أيضا جزء من هذه الكارثة، إذ يروي سعد الإدلبي وهو سوري مقيم في قرية ألتن أوزو قرب الحدود مع سوريا مأساته قائلاً: "هربنا من الحرب (في سوريا) وصفعنا الزلزال (في تركيا)، لكن هذا قضاء الله وقدره".

عبد الصمد الجرجيني، مواطن مغربي مقيم في إسطنبول، تحركت مشاعره بالمشاهد الصادمة القادمة من هطاي وقهرمان مرعش وغازي عنتاب وباقي ولايات الزلزال.

شارك رفقة أفراد من الجالية المغربية في قافلة إيصال المساعدات الإنسانية إلى هطاي تضامنا مع منكوبي الولاية.

وأضاف: "يؤلم في القلب ما عاينّاه ووقفنا عليه هنا في هطاي، تابعنا الصور والفيديوهات المتعلقة بالزلزال وتداعياته عبر القنوات ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن حينما تصل لعين المكان وتتأمل هذا الدمار تقول ليس مَن رأى كمن سمع".

ووفق الجرجيني فإن مشاهدة المنازل المدمرة تؤلم بشدة ولا يسعنا إلا الدعاء بالرحمة لمَن ماتوا وبالشفاء للمصابين، وندعو أصحاب الأيادي البيضاء إلى الإسراع في تقديم المساعدة فآثار الزلزال مستمرة وتحتاج إلى فترة لإعادة الإعمار.

أمام تلك الصور الحزينة هبّت أيادي المتطوعين والعمال للإنقاذ والإصلاح، وفي المستشفيات الميدانية عناصر من هيئة إدارة الكوارث والطوارئ (آفاد) والهلال الأحمر التركيين برفقة فرق من مختلف أنحاء العالم.

آلات الحفر والأشغال تعمل على قدم وساق لإزالة الأنقاض، ورغم هول الفاجعة يسابق الجميع الزمن على أمل أن تعود الحياة إلى طبيعتها في أقرب وقت.

SİZİN DÜŞÜNCELERİNİZ?
BUNLAR DA İLGİNİZİ ÇEKEBİLİR
ÇOK OKUNAN HABERLER