خلال كلمته في اللقاء، أكد بلال أردوغان أن استقرار سوريا وازدهارها يشكلان أهمية كبرى لتحقيق السلام في المنطقة، قائلاً: “إن كون سوريا دولة مستقرة ومزدهرة أمر بالغ الأهمية لأمن وسلام المنطقة”.
وأشار أردوغان إلى أن الحروب والصراعات التي تشهدها المناطق المجاورة تؤثر بشكل مباشر على تركيا، موضحًا أن جميع التطورات منذ الحرب الإيرانية–العراقية، وأزمة وحرب الخليج، والحرب الأهلية السورية، وصولًا إلى الهجمات الإسرائيلية على فلسطين، كان لها انعكاسات واضحة على الاقتصاد التركي والبنية الاجتماعية. وأكد أن نهوض سوريا من جديد سيكون في مصلحة تركيا أيضًا.
وقال أردوغان: “إذا كان بجوارك بلد يعاني الفقر والدمار فلن تقوى تجارتك. إن استقرار سوريا وازدهارها أمر بالغ الأهمية لسلام المنطقة. الجهات التي أشعلت النيران في الجغرافيا المحيطة بنا حاولت أكثر من مرة أن تشعل النار في بلادنا أيضًا. نتمنى أن تعيش دول الجوار في سلام داخلي ومع بعضها البعض، وألا تشهد صراعات أو حروبًا، وألا تكون هناك مشكلة إرهاب في أي من الدول المجاورة، لأن كل ذلك يؤثر علينا بشكل مباشر”.
وأضاف أن تركيا تأثرت اقتصاديًا بجميع هذه الأزمات، لافتًا بشكل خاص إلى موجات الهجرة الكبيرة القادمة من سوريا. وأعرب عن أمله في أن يتم تجاوز الخلافات بين روسيا وأوكرانيا، باعتبارهما دولتين جارتين لتركيا ولديها معهما حجم تبادل تجاري كبير، قائلاً: “تمنينا دائمًا أن نواصل التنمية معًا”.
وتابع أردوغان حديثه قائلًا: “مر عام على نيل سوريا حريتها، ونحن نتحدث عن بلد تراجع اقتصاده إلى عُشر أفضل فتراته، وتشتت ما يقرب من نصف سكانه في دول أخرى. إذا كان بجوارك بلد بهذا القدر من المعاناة فلن تكون هناك تجارة ولا تعاون قوي. نهوض سوريا من جديد، ووصولها إلى مستوى من الجاذبية يمكن أن يعيد مواطنيها إليها، سيكون خيرًا لبلادنا أيضًا. إن كون سوريا دولة مزدهرة ومستقرة أمر بالغ الأهمية لسلام المنطقة”.
“نسيج مجتمعنا متين ونظيف”
وأشار أردوغان إلى محاولات إضعاف المجتمع من خلال التركيز على الأجندات السلبية، قائلاً: “يتم إبقاء بعض الأمثلة السلبية في الواجهة لسنوات بهدف إضعاف المجتمع. وعندما تتصدر أخبار الصفحات الثالثة العناوين الرئيسية، يبدأ تطبيع هذه الحالات. أطفالنا باتوا يشاهدون هذه السلبيات على موائد العائلة. لذلك يجب إبراز الأجندات الإيجابية والأعمال الجميلة بشكل أكبر”.
وأضاف: “في صباح الأول من يناير سنجتمع على جسر غلطة من أجل فلسطين والقدس. يجب الحفاظ على هذه الحساسية حيّة. فلسطين هي شرف الأمة، وهي شرف ضمير الإنسانية. لا ينبغي تمييع قضية المقاطعة، بل يجب الاستمرار بعزم حتى وإن تحقق النجاح مع عدد محدود من العلامات التجارية”.
كما تطرق إلى أعمال البنية التحتية والفوقية الجارية في كهرمان مرعش، موضحًا أن رئيس الجمهورية يتابعها عن كثب، وأن الوزير مراد كوروم يزور المدينة باستمرار، مشيرًا إلى أن هذه الأعمال ستُستكمل إلى حد كبير بعد فصل الصيف. وقال: “عندما تكتمل كهرمان مرعش ستصبح من أبرز مدن تركيا. ضعوا لأنفسكم هدفًا وقولوا سنتجاوز غازي عنتاب. لديكم هذا الإمكان”.
وفي ختام زيارته، شارك بلال أردوغان في “لقاء الشباب” الذي أُقيم في مركز محمد عاكف أرسوي الثقافي، حيث أجاب على أسئلة الشباب.
