مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحها النظام السوري لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) في إطار اتفاق 10 آذار، كثّفت تركيا اتصالاتها مع كل من دمشق وواشنطن.
وأكدت مصادر مطلعة أنّ أنقرة أوضحت خلال لقائها الأخير مع الرئيس السوري أحمد شرع وإدارته أنّ تركيا مستعدة لتقديم الدعم في جميع المجالات، من التعليم والصحة والنقل والتكنولوجيا وصولاً إلى الدعم العسكري. وشددت على أنّ عدم اندماج "قسد" سيجعل الخيار العسكري هو البديل الوحيد، مضيفة: "في حال جرى تنفيذ عملية عسكرية فسنقدّم الدعم اللازم، خاصة مع بدء العشائر بإبداء ردود فعلها… وفي الوقت ذاته تواصل إسرائيل تأجيج الأوضاع."
وخلال المباحثات، أشارت أنقرة إلى ضرورة إخراج "وحدات حماية الشعب" (YPG) من شرق الفرات، واعتبرت أنّ "الوقت والظروف باتت مناسبة لفرض السيطرة على المنطقة تدريجياً". كما نبهت إلى أهمية المياه بالنسبة لسوريا، مؤكدة ضرورة استعادة السيطرة على سد "تشرين" القريب من حلب من قبضة التنظيم.
وقدمت تركيا أيضاً مقترحات اقتصادية وتنموية لدمشق، مبيّنة أنّ إعادة إعمار المدن تحتاج إلى تمويل يمكن تأمينه من عائدات النفط، بل ويمكن بيع النفط بنصف قيمته عند الحاجة. وأكدت أن تحقيق انتعاش اقتصادي سيسهم في عودة السوريين المقيمين في تركيا ودول أخرى.
اتصالات متزايدة مع الولايات المتحدة
وفي المناقشات مع المسؤولين الأميركيين، تكرر تركيا دعوتها لواشنطن إلى التخلي عن دعم YPG. وخلال آخر اجتماع، عرضت أنقرة التعاون المشترك مجدداً في محاربة تنظيم "داعش"، قائلة: "ينبغي أن تضعوا يدكم معنا على الطاولة لإنهاء هذا الملف بأسرع وقت."
كما تمت مناقشة آخر تطورات قطاع غزّة، حيث شددت أنقرة على أنّ تحقيق وقف إطلاق النار وإحلال السلام يصب في مصلحة الجميع.
موقف أميركي: القوات التركية يجب أن تشارك في قوة غزّة
قال السفير الأميركي لدى أنقرة والمبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، إن بلاده تصر على أن تكون تركيا ضمن القوة الدولية المزمع نشرها في قطاع غزّة.
ونقل الصحفي الإسرائيلي أميخاي شتاين عبر حسابه على منصة "إكس" عن باراك، خلال مؤتمر نظّمته صحيفة The Jerusalem Post في واشنطن، قوله إنّ تركيا تمتلك "أكبر وأقوى قوة برية في المنطقة" وإنها "تحافظ على قنوات اتصال مع حركة حماس"، مما يجعل مشاركتها في قوة تهدف إلى تخفيف التوتر "أمراً مفيداً".
مشاورات إسرائيلية – أميركية حول خطة السلام
من جهة أخرى، وصل وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى واشنطن، حيث التقى نظيره الأميركي ماركو روبيو لبحث تنفيذ خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 9 أكتوبر، وصادق عليها مجلس الأمن الدولي في 18 نوفمبر.
ووفق بيان رسمي، تناول الطرفان آليات تنفيذ بنود الخطة المكونة من 20 بنداً، إضافة إلى بحث قضايا الأمن الإقليمي والمساعدات الإنسانية.