وفقاً لخبر يلماز بيلغن في صحيفة تركيا، فقد استعاد الجيش السوداني السيطرة على المنطقتين اللتين كانت تحت احتلال قوات الدعم السريع المدعومة من الإمارات وإسرائيل.
وقال الباحث في الشؤون الإفريقية أوموت تشاغري ساري إن "القتل والمجازر تُدار مباشرة من قبل إسرائيل"، مضيفاً:
"عدد القتلى حتى الآن تجاوز 250 ألف شخص، و8 ملايين إنسان يرزحون تحت الحصار والجوع. كل هذا السيناريو الوحشي صيغ في تل أبيب، أما الإمارات وحفتر وبقية القوى الميدانية فمجرد منفذين. دخول المسيرات التركية في مارس قلب الموازين وبدأ بتغيير مستقبل المنطقة. وقد تم تحرير منطقتي بَرا وأم سيّالة من الاحتلال".
الصهاينة يحرقون ويدمرون
ويشير ساري إلى أن الانقلابيين ما زالوا يسيطرون على خمس ولايات من أصل ثمانية عشر في السودان، مضيفاً:
"ما يجري في السودان يتم بالكامل ضمن العقيدة الصهيونية. إسرائيل لا تريد أي دولة إسلامية مستقرة. ما يجري اليوم بدأ فعلياً عام 2009، وفي 2011 فصلوا جنوب السودان الذي يحتوي على 80% من نفط البلاد. بعدها بدأ مخطط تقسيم دارفور، وبعد سقوط الفاشر احتلوا معظم دارفور وأقاموا إدارة أمر واقع. واليوم يبحثون عن شرعية دولية لهذا الاحتلال. هدفهم النهائي ابتلاع السودان بالكامل".
الهند تعترف: باكستان استخدمت TB2 وأقنجي بلا أي خسارة! "أردوغان يلعب أوراقه بذكاء شديد"
ويضيف ساري أن الجيش السوداني أعلن التعبئة العامة، موضحاً:
"الإدارة الثورية في السودان كانت قد قطعت علاقاتها مع أنقرة لفترة، لكن منذ مارس الماضي عادت خطوط الاتصال وبدأت الإمدادات. دخلت TB2 أولاً ثم انضمت أقنجي. بعدها تحررت الجزيرة، الخرطوم، الجنينة، وكردفان. منذ أبريل ومايو بدأ يظهر أثر اللمسة التركية. نُفذت ضربات على خطوط الإمداد والمراكز الاستراتيجية، وأُضعفت قوة الميليشيات. ورغم نشر الإمارات وإسرائيل منظومات دفاع جوي صينية FK-2000 في الجبهات، إلا أن خسائر المتمردين مستمرة. وانتصار برا وأم سيالة أوضح دليل".
وأشار إلى احتمال تكرار سيناريو ليبيا في السودان.
حصار مستمر منذ 560 يوماً
وأوضح الباحث ساري أن 8 ملايين مدني ما زالوا يعانون من الجوع بسبب الانقلاب والاحتلال المدعوم إماراتياً وإسرائيلياً:
"تخيّلوا شعباً يعيش تحت الحصار منذ 560 يوماً، يُقتل بطرق بشعة. ميليشيا الجنجويد (قوات الدعم السريع) تمارس وحشية لا تقل عن إسرائيل، ولا تختلف عن مجازر غزة. لكن الانتصارات الأخيرة رفعت الروح المعنوية للجيش. الآن الجيش يتحرك بتنسيق كامل مع القوى المحلية، والوجهة التالية ستكون الأبيض. تحرير برا وأم سيالة خفّف الضغط عن المنطقة. الهدف المقبل سيكون النهود و الهُوِيّ، وإن تحققت هذه الانتصارات سيصبح تقدم الجيش في دارفور أسهل بكثير".
وكشف أن قوات الدعم السريع تنهب المناطق المحتلة بشكل واسع:
"نهبوا صمغاً عربياً بقيمة مليار دولار من النهود التي تمتلك احتياطي العالم الأكبر".
مجزرة مروّعة في بَرا
وقال الباحث والناشط السوداني إبراهيم ناصر إن بَرا شهدت خلال الساعات الـ24 الماضية واحدة من أبشع المجازر في تاريخ السودان:
"المعارك تتركز الآن في باب النوسا. ما حدث في بَرا فظيع جداً، وعندما تظهر الأدلة سيتضح حجم الكارثة التي عاشها الشعب السوداني. لكن في الفترة الأخيرة تغيّر الكثير، فهناك عمليات عسكرية ساخنة على خمس جبهات، والدعم السريع يتكبد خسائر كبيرة، خصوصاً في الضربات الجوية المفاجئة. حتى عاصمتهم نيالا تعرضت لضربات بمسيّرات. ميليشيا الدعم السريع ليست جيشاً نظامياً ولا تستطيع القتال في جبهات متعددة، لذا تنهار بسرعة أمام هذا النوع من الهجمات".
وأضاف:
"العقل العسكري التركي أثبت نفسه في قره باغ، ليبيا وسوريا، واليوم نريد من تركيا — أمل الشعوب المظلومة والعالم الإسلامي — أن تقف معنا بقوة أكبر في هذه المجزرة التاريخية".