نشعر بالخزي من العجز المكتسب.
ونشعر بالحسرة كمواطنين.
منذ أيام، نشاهد رجال الغابات وهم يلقون بأنفسهم في ألسنة اللهب دون أي معدات حماية، لا أقنعة أكسجين ولا ملابس خاصة، فقط بملابسهم اليومية وقمصانهم... نرى كم هم شجعان، أبطال مجهولون لهذا الوطن.
حتى الطيور لا تملك أجنحة تنقذها، والكائنات التي تعيش هناك تُسلم للنار وسط الدخان، والأراضي التي احترقت لا نعلم كم من السنوات ستحتاج لتعود خضراء...
ألا يعلمون أن الغابة إن اختفت، يختفي معها الماء؟
ألا يعلمون أن بدون غابات، لن يكون هناك زراعة؟
ألا يعلمون أن بدون الغابات، لا توجد حياة؟
ألا يبالون؟
ألا يفكرون؟
ألا يشعرون؟
نعم، قد تندلع الحرائق، هذا أمر وارد.
لكن السؤال الأهم: هل أنتم مستعدون لإطفائها؟
هل تملكون المعدات الكافية للتدخل في البر والجو؟
هل لديكم طواقم مدربة؟
في الظروف التي يصعب فيها التدخل البري أو يصبح مستحيلاً، فإن عدم التدخل الجوي المبكر يؤدي إلى عدم السيطرة على الحرائق، كما يؤكد الخبراء.
السلطات تقول إن لدينا 27 طائرة لإطفاء الحرائق.
لكن، اليونان التي تبلغ مساحتها سدس مساحة تركيا، تملك ثلاث أضعاف طائراتنا.
إسبانيا، التي تبلغ نصف مساحة بلادنا، تملك أربعة أضعاف عدد طائراتنا.
وإيطاليا، التي تملك أراضي أصغر بثلاث مرات من تركيا، تملك أيضًا طائرات أكثر بأربعة أضعاف.
لا يمكن التوفير في هذا المجال.
مكافحة حرائق الغابات حرب، وهذه الحرب لا تُكسب إلا بإدارة جيدة، فوق كل اعتبار سياسي.
لا يمكننا الانتصار بالمديح والغزل في الخطب.
الشعب التركي يقاتل بروحه لمواجهة هذه الحرائق.
في بلد لا يُسمح فيه للبلديات بشراء طائرات إطفاء، يتم إصدار قانون "الزيتون الجديد" الذي يمنح التراخيص لكل ما يُراد داخل الغابات.
في ميلاس – ياتاغان، بولاية موغلا، أكثر من نصف مساحة الـ38 ألف هكتار تعتبر أراضي غابات.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه النيران مشتعلة، بدأ الحديث عن حملات تشجير.
ما معنى أن نزرع الأشجار قبل محاسبة المسؤولين عن الحرائق؟
الأشجار التي تبلغ أعمارها 150 – 300 سنة تحترق.
هل تعتقد أن غرس شتلة يمكن أن يعوضها؟
هل تصبح الغابة غابة بزراعة بعض الأشجار فقط؟
هل سنزرع أيضًا الحيوانات التي احترقت؟
الغابة ليست مجرد أشجار، بل نظام بيئي متكامل يضم الحياة البرية والنباتات النادرة.
هل ستعيد لنا الشتلات الناس الذين فقدناهم بسبب الحريق؟
لا يمكننا أن نسلّم الغابات للقدر.
27.07.2025
باليا بايكال