
قال الكاتب الصحفي التركي يحيى بستان إن المشهد السوري يشهد مرحلة جديدة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث ظهرت مؤشرات على تقارب تركي–أمريكي في إدارة الملف السوري، لكن هذا المسار يواجه محاولات جدية لإفشاله من جانب اللوبي الإسرائيلي داخل المؤسسات الأمريكية.
بحسب ما أورده بستان في مقال بصحيفة يني شفق، فإن ترامب أعلن في بداية ولايته الثانية أن "مفتاح سوريا بيد تركيا"، وأسند ملفات مهمة إلى مبعوثين أمريكيين أبدوا استعداداً للتعاون مع أنقرة، شمل ذلك تخفيف بعض العقوبات عن دمشق والتأكيد على وحدة الأراضي السورية. غير أن هذه التطورات، وفق الكاتب، لم تنسجم مع الحسابات الإسرائيلية التي تضع أمنها على رأس أولويات السياسة الأمريكية في المنطقة.
مشروع "ممر داوود"
يكشف المقال أن إسرائيل تعمل منذ سنوات على مشروع استراتيجي أطلقت عليه اسم "ممر داوود"، يمتد من الجولان حتى العراق، ويستهدف تقسيم سوريا والسيطرة على مواردها الحيوية جنوب البلاد. ولإنجاح هذا المشروع، تحاول تل أبيب إبقاء الورقة الكردية وميليشيات "قسد" فاعلة، ومنع أي صيغة تعاون تركي–أمريكي قد تقطع الطريق على المخطط.
عودة "سينتكوم" إلى الواجهة
ويشير الكاتب إلى أن القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) استعادت زمام المبادرة في سوريا، بعد أن كانت وزارة الخارجية الأمريكية أكثر ميلاً لموقف قريب من أنقرة. فقد عاد قادة "سينتكوم" للتواصل مع مظلوم عبدي، قائد "قسد"، وطرحوا خيار دمج جزئي مع الجيش السوري مع الاحتفاظ بالسلاح، وهو ما تعتبره أنقرة ودمشق تهديداً مباشراً لأمنهما القومي.
تسريبات عن صفقة سورية–إسرائيلية
وفي سياق متصل، تتحدث تسريبات عن اتفاق سوري–إسرائيلي برعاية ترامب قد يُعلن في نيويورك، ما يعكس –بحسب بستان– أن إسرائيل لم تعد مجرد لاعب ثانوي في الملف السوري، بل باتت تفرض إيقاعها على السياسة الأمريكية تجاه دمشق.
مستقبل التفاهمات
ويخلص الكاتب إلى أن أنقرة وواشنطن كانتا على وشك إطلاق آلية شراكة جديدة في سوريا، غير أن التدخل الإسرائيلي أعاد خلط الأوراق، بعدما دفعت تل أبيب الإدارة الأمريكية لتغليب حسابات أمنها على أي تفاهم مع تركيا. وبذلك، يبقى مستقبل التنسيق التركي–الأمريكي عرضة للتحديات، ما دامت إسرائيل قادرة على التأثير في صنع القرار داخل واشنطن.