المعرض الذي يُنظم بتنسيق من وزارة التجارة التركية وبإشراف الأمانة العامة لاتحادات مصدّري جنوب شرق الأناضول (GAİB)، يثير حماس الأوساط الاقتصادية التركية، ويُعد منصة مهمة لبناء شراكات مستدامة بين البلدين.
“صادراتنا تحقق أرقاماً قياسية”
رئيس اتحاد مصدّري الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها في جنوب شرق الأناضول، ورئيس مكتب سوريا في مجلس المصدّرين الأتراك (TİM)، جلال قدّو أوغلو، أكد أن حجم التبادل التجاري بين تركيا وسوريا يشهد نمواً متسارعاً. وقال: “مع الإدارة السورية الجديدة، ارتفعت صادراتنا بشكل ملحوظ. ففي الأشهر السبعة الأولى من عام 2025، زادت الصادرات إلى سوريا بنسبة 49,3% لتتجاوز 1,2 مليار دولار، منها ما يقارب 500 مليون دولار جاءت من منطقتنا وحدها.”
الهدف: مليارا دولار في نهاية العام
وأوضح قدّو أوغلو أنهم يتوقعون أن تتخطى قيمة الصادرات التركية إلى سوريا حاجز ملياري دولار بنهاية العام. وأشار إلى أن الحبوب ما زالت تتصدر قائمة الصادرات، إلا أن قطاعات أخرى مثل المواد الكيماوية، الإلكترونيات، المنتجات البحرية والحيوانية، تشهد أيضاً حراكاً واسعاً، وهو ما يعكس تنوع العلاقات التجارية بين البلدين واستدامتها.
اتفاقية شراكة اقتصادية قيد التحضير
وذكّر قدّو أوغلو بأن اتفاقية التجارة الحرة الموقعة سابقاً بين البلدين توقفت فعلياً بعد عام 2011، مؤكداً أن العمل جارٍ حالياً على إعداد اتفاقية شراكة اقتصادية أكثر شمولاً. وأضاف أن اتحاده وقّع مذكرات تفاهم مع غرفتي تجارة دمشق وحلب، إلى جانب لقاءات مع وفود من وزارة الاقتصاد والصناعة السورية. وقال: “ما لمسناه من الإرادة المشتركة بين الطرفين ومن وصف وزير الاقتصاد السوري لتركيا بأنها (الوطن الثاني) منحنا ثقة كبيرة.”
منصة للاستثمار وبناء الثقة
وأشار قدّو أوغلو إلى أن معرض دمشق الدولي لا يُعد مجرد تظاهرة تجارية، بل يمثل أيضاً فرصة لتعزيز الثقة المتبادلة، وإطلاق مشاريع استثمارية جديدة، وبناء شراكات طويلة الأمد. كما توقع أن تُطرح خلال المعرض مشاريع كبرى في مجالات البناء، الغذاء، الطاقة والصناعة.
السوق السورية تعوّض الخسائر
وأوضح أن السوق السورية قادرة على تعويض الخسائر التي شهدتها بعض القطاعات التصديرية مؤخراً، مؤكداً أن صادرات الحبوب وحدها شهدت زيادة بلغت 55,3 مليون دولار خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
“بداية مرحلة جديدة”
واختتم قدّو أوغلو حديثه بالقول: “معرض دمشق الدولي ليس فقط لتعزيز التجارة، بل أيضاً لترسيخ الاستقرار الإقليمي، وبناء الثقة، وفتح آفاق استثمارية واسعة. هذه الفعالية ستكون بداية مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية بين رجال الأعمال في تركيا وسوريا.”
