
الزيارة، التي وُصفت بأنها غير مخصصة لمناقشة العلاقات مع إسرائيل، تناولت في مجرياتها مسألة السلام المحتمل، حيث صرّح مور في حديث لوكالة "رويترز" بأن "السلام ممكن جداً"، مضيفاً أن الأولوية الراهنة لسوريا يجب أن تتركز على الداخل وإعادة بناء الدولة، وأوضح أن الرئيس الشرع تحدث بصراحة عن التحديات، لكنه عبّر في الوقت ذاته عن تفاؤله حيال مستقبل البلاد.
الحاخام كوبر، الذي سبق أن لعب دورًا في تعزيز الحوار بين الأديان في الخليج، اعتبر أن الأجواء الحالية في سوريا تتيح "فرصة سانحة" لبناء مناخ أكثر إيجابية، رغم حجم التحديات. وأشار هو ومور إلى أن الرئيس الشرع يتمتع، بحسب وصفهما، بصفات قيادية فريدة تؤهله لوضع أجندة جديدة للسلام في المنطقة.
وخلال الزيارة، اقترح الضيفان على القيادة السورية إطلاق مشاريع إنسانية مشتركة تهدف إلى كسر الصور النمطية وتعزيز التفاهم بين الشعوب، دون الخوض في تفاصيل إضافية، كما أشار كوبر إلى ارتياحه خلال جولاته في شوارع دمشق وهو يرتدي القلنسوة اليهودية، في تجربة قال إنها تختلف جذرياً عن زيارته السابقة إلى السعودية عام 2024، التي شهدت توتراً دبلوماسياً بعد خلاف على رموز دينية.
وشهدت السياسة الإسرائيلية تحوّلاً ملموساً منذ لقاء الرئيس الشرع بالرئيس ترامب في الرياض، والذي أعقبه رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق وتراجع وتيرة الضربات الإسرائيلية الجوية منذ منتصف مايو الماضي.
وقد سبق أن كشفت مصادر دبلوماسية عن لقاءات غير مباشرة وأخرى مباشرة جرت مؤخراً بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين بهدف التهدئة، فيما أعلن ترامب في وقت سابق أن الرئيس الشرع وافق من حيث المبدأ على المضي نحو التطبيع مع إسرائيل، وإن كان التنفيذ يتطلب وقتاً.