
فقد ارتفعت صادرات تركيا إلى سوريا خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام بنسبة 36.7% لتصل إلى 669.6 مليون دولار. وفي شهر نيسان فقط، بلغت قيمة الصادرات 162.1 مليون دولار، بزيادة شهرية قدرها 57.6%. وقد قوبلت هذه الخطوات، التي بدأت بها الولايات المتحدة وتلتها إشارات من الاتحاد الأوروبي نحو رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، بترحيب من الأوساط الاقتصادية والمصدّرين.
رئيس لجنة سوريا في مجلس المصدرين الأتراك (TİM) ورئيس اتحاد مصدّري الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية ومنتجاتها في جنوب شرق الأناضول، جلال كادأوغلو، أوضح أن هذا التطور لا يمثل فقط فرصة لإعادة إعمار سوريا، بل يقدم أيضًا فرصًا مهمة لتركيا على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي في المنطقة.
فرصة اقتصادية واستراتيجية
وأوضح كادأوغلو أن رفع العقوبات سيكون نقطة تحول تاريخية في مسار تعافي الاقتصاد السوري، وقال:
"تأتي تركيا في مقدمة الدول التي ستلعب دورًا محوريًا في تحقيق الاستقرار الإقليمي وإعادة إعمار سوريا في المرحلة الجديدة. وهذا لا يُعد فقط مسؤولية إنسانية وسياسية، بل يوفر لنا فرصة اقتصادية واستراتيجية أيضًا. إن تعزيز الأمن في مناطقنا الشرقية والجنوبية الشرقية في إطار هدف تركيا الخالية من الإرهاب، يمهد الطريق لخطوات تنموية مهمة. في الفترة المقبلة، ستظهر حاجة كبيرة للاستثمار والتوريد في مجالات أساسية مثل الطاقة، البنية التحتية، الصحة، التعليم، البناء، والغذاء في سوريا. كما أن الدبلوماسية البنّاءة والمتعددة الأبعاد التي تنتهجها تركيا منذ البداية، ستؤتي ثمارها بلا شك. وسنلاحظ آثار تحسن الثقة في الأسواق وإعادة فتح قنوات التجارة في وقت قصير نتيجة لتخفيف العقوبات الدولية. شركاتنا مستعدة لتكون الشريك الطبيعي في هذا المسار، بفضل ميزاتها اللوجستية وخبرتها الإقليمية. إن ازدياد التجارة بين تركيا وسوريا لن ينعكس فقط اقتصاديًا، بل سيساهم أيضًا في ترسيخ العلاقات الدبلوماسية على أسس أقوى."
زخم قوي نحو سوريا
وشدد كادأوغلو على أن رفع العقوبات سيسرّع من عملية إعادة بناء الاقتصاد السوري، مشيرًا إلى أن هذا يحمل فرصًا كبيرة للمصدّرين الأتراك، وأضاف:
"حققت صادراتنا في قطاع الأغذية زخمًا قويًا. فقط من جنوب شرق الأناضول، ارتفعت صادرات الحبوب إلى سوريا خلال الأشهر الأربعة الأولى بنسبة 39.1% لتصل إلى 122.8 مليون دولار، بينما بلغت قيمة صادرات الحبوب من عموم تركيا 219 مليون دولار بزيادة قدرها 17.1%. كما تجاوزت صادراتنا من المنتجات البحرية والحيوانية 75 مليون دولار بزيادة 135%. هذه الأرقام تدل على أن السوق السورية بدأت تنتعش مجددًا وتُظهر فرصًا متعددة للمصدرين الأتراك. إن الروابط التاريخية القوية بين تركيا وسوريا وقرب المسافة الجغرافية يشكلان من أهم عوامل تميز تركيا في هذا المسار. فتركيا، إلى جانب دعمها للانتقال السلمي، تفتح أيضًا الطريق نحو تكامل اقتصادي إقليمي. إن انتعاش التجارة سيساهم في تقليل ضغط الهجرة، وتعزيز الاستقرار الاجتماعي، وتحقيق أمن مستدام على طول الحدود في المرحلة المقبلة."