مرج دابق؛ نصر عظيم واحتفال باهت!.. الاحتفالات لم تكن بالمستوى!..

Arif Kurt

2 ay önce

نعيش اليوم شرف إحياء الذكرى الـ 509 لانتصار مرج دابق الذي سطره التاريخ العثماني بحروف من ذهب تحت قيادة السلطان العثماني المرحوم يافوز سليم خان في 24 آب/أغسطس 1516.

إن انتصار مرج دابق لم يكن مجرد توسع جغرافي، بل كان بداية الطريق نحو قيادة العالم الإسلامي. فمن الناحية السياسية والدينية، ثبّت هذا النصر الدور التاريخي للدولة العثمانية في مسيرة البشرية.

وتقع منطقة مرج دابق ضمن بلدة يافوزلو التابعة لولاية كيليس.

لكن، في ذكرى هذا النصر، اكتفت الجهات الرسمية والبروتوكول الحكومي بالاحتفال التقليدي والكلمات المعتادة. لقد كان من المفترض أن يكون هناك ما هو أعظم وأعمق.

مرج دابق مقدمة لريضانية إن معركة مرج دابق كانت ممهدة لانتصار الريدانية عام 1517، حيث تمكن العثمانيون من فتح مصر والقضاء على دولة المماليك.وبهذا الانتقال، انتقلت الخلافة الإسلامية إلى الدولة العثمانية، فأصبح السلاطين العثمانيون قادة الأمة الإسلامية سياسياً ودينياً.

كما أحكم العثمانيون سيطرتهم على شرق المتوسط وطرق الحج، وضَمِنوا أمن قوافل الحجيج، ما أكسبهم شرعية واسعة في العالم الإسلامي.وسيطروا كذلك على مدن كبرى مثل حلب ودمشق، ليحققوا تفوقاً استراتيجياً واقتصادياً في المنطقة.

ميراث استراتيجي حاضر اليوم إن نظرنا اليوم إلى سياسة تركيا تجاه سوريا، وأمن الحدود، وقضية اللاجئين، ودورها في الشرق الأوسط، نجد أن مرج دابق لا يزال يمثل ميراثاً جغرافياً استراتيجياً يفرض نفسه بقوة.

فتركيا اليوم تُعد دولة مركزية في العالم الإسلامي، وأحد أهم الركائز التاريخية لهذا الدور هو نصر مرج دابق.وكما فتحت الدولة العثمانية أبواب الشام في الأمس، تقف تركيا اليوم لاعباً رئيسياً في قضايا الأمن والهجرة والتجارة والدبلوماسية في المنطقة نفسها.

خلاصة إن انتصار مرج دابق لم يكن مجرد حدث عسكري في التاريخ العثماني، بل نقطة انطلاق للدور التاريخي لتركيا في الشرق الأوسط.ومن هنا، فإن الاحتفال به كان يجب أن يكون أكثر عمقاً وثراءً، مع إبراز أبعاده التاريخية والجيوسياسية، خصوصاً في وجه القوى المعادية لتركيا وعلى رأسها إسرائيل.

لكن ذلك لم يحدث…فلتتمسك تركيا بانتصارها…ولْتَكن الذكرى الـ 509 لانتصار مرج دابق مباركة.

نسأل الله أن يحفظ الأمة وبلادنا…دمتم بخير.

YAZARIN DİĞER YAZILARI